الجمعة أكتوبر 18, 2024

دُعاؤُه لِعُمرَ بنِ الخطّابِ رضي الله عنه بالإسلامِ

473-        

وَقَـدْ دَعَـا لِـوَلَـدِ الـخَـطَّـابِ


 

بِـعِـزَّةِ الـدِّيـنِ بِـهِ أَوْ بِـأَبِـيْ


474-        

جَـهْـلٍ أَصَابَتْ عُمَرًا فَأَسْـلَمَا


 

عَـزَّ بِهِ مَنْ كَانَ أَضْحَى مُسْـلِمَا


 







(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ أنّه (قَدْ دَعَا) يومًا (لِـ)ـعُمَرَ (وَلَدِ) أي ابنِ (الخَطَّابِ) الفاروقِ (بِعِزَّةِ الدِّينِ) أي قُوّةِ الإسلامِ (بِـ)ـإسلامِـ(ـهِ) أي عُمرَ (أَوْ بِـ)ـإسلامِ (أَبِيْ جَهْلٍ) عَمرِو بنِ هِشامٍ، وكان أبو جَهلٍ يُكنَى أبا الحَكمِ في قُريشٍ فكنّاه النّبِيُّ ﷺ أبا جَهلٍ([1])، فـ(ـأَصَابَتْ) دعوةُ النّبِيّ ﷺ (عُمَرًا) مصروفٌ للوَزنِ (فَأَسْلَمَا) أي عُمرُ – والألِف للإطلاقِ – ولَم يُسلِمْ أبو جَهلٍ، فـ(ـعَزَّ) أي قَوِيَتْ شَوكةُ الإسلامِ (بِهِ) أي بإسلامِ عُمرَ رضي الله عنه وعَزَّ كُلُّ (مَنْ كَانَ) قَد (أَضْحَى) أي صارَ (مُسْلِمًا) وذلكَ ببركَة استِجابةِ دَعوةِ النّبِيّ ﷺ، ويؤيّد ذلكَ ما رواهُ الحاكمُ في «المُستدرَك» عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهُما قالَ: «لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: الْيَوْمَ انْتَصَفَ الْقَوْمُ مِنَّا».

وحديثُ دُعاءِ النّبِيّ ﷺ بذلكَ رواهُ التّرمذيُّ في «السُّنَن» عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهُما مرفوعًا بلَفظِ: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسلامَ بِأَبِي جَهلِ بنِ هِشَامٍ أَو بِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ».

وروَى ابنُ ماجهْ عن أُمِّ المؤمنِينَ عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ خَاصَّةً».

وأمّا رِوايةُ: «اللهم أَيِّدْ أوْ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِأَحَدِ العُمَرَينِ» فقد حكمَ عليها الحافظُ ابنُ الدِّيبَع([2]) في «تَمييز الطّيِّب مِن الخَبِيثِ» بأنه لا أصل له، كذا نقله العجلُونيُّ([3])، ومثله

قال الشيخُ محمد درويش الحُوت البَيروتي([4]).



([1])  فتح الباري، ابن حجَر العسقلانيّ، (7/283).

([2])  رُوي بكَسر الدّال وفَتحِها.

([3])  كشف الخَفاء، أبو الفداء العجلوني، (1/209).

([4])  أسنَى المطالب في أحاديثَ مُختلِفة المَراتِب، محمد درويش الحوت، (ص/70).