دُعاؤُه ﷺ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه بذهَابِ أثَرِ
الحَرِّ والبَردِ عنهُ
473- |
وَلِـعَـلِـيٍّ بِـذَهَـابِ الـحَـرِّ |
|
وَالبَرْدِ لَمْ يَكُـنْ بِذَيْنِ يَدْرِيْ |
(وَ)مِن
مُعجِزاتِه ﷺ أنّه لَمّا دَعا (لِعَلِيٍّ) ابنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه (بِذَهَابِ) أي ارتفاعِ (الحَرِّ وَالبَرْدِ) عنه
استُجِيبَتْ دعوةُ النّبِيّ ﷺ بذلكَ، فـ(ـلَمْ يَكُنْ) عليٌّ بعدَ
ذلكَ (بِـ)ـهـ(ـذَيْنِ) أي الحَرِّ والبَردِ (يَدْرِيْ) أي
يَجِدُ مِنهُما شيئًا.
روَى البيهقيُّ في
«الدّلائل» عن ابن أبي ليلَى قالَ: كانَ عَلِيٌّ يَلبَسُ في الحَرِّ والشِّتاءِ
العَباءَ المُخَشَّمَ([1])
الثَّخِينَ وَما يُبالِي الحَرَّ، فَأَتانِي أَصحابِي فَقالُوا: إِنّا قَد رَأَينا
مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ شَيئًا فَهَل رَأَيتَهُ؟ فَقُلتُ: وَما هُوَ؟ قالُوا:
رَأَيناهُ يَخرُجُ إِلَينا في الحَرِّ الشَّدِيدِ في العَباءِ المَحشُوِّ
الثَّخِينِ وَما يُبالِي الحَرَّ وَيَخرُجُ عَلَينا في البَردِ الشَّدِيدِ في
الثَّوبَينِ الخَفيفَينِ وَما يُبالِي البَردَ فَهَل سَمِعتَ في ذَلِكَ شَيئًا؟
فَقُلتُ: لا، فَقالُوا: سَلْ لَنا أَباكَ عَن ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَسمُرُ مَعَهُ([2])،
فَأَتَيتُهُ فَسَأَلتُهُ فَقالَ: ما سَمِعتُ في ذَلِكَ شَيئًا، فَدَخَلَ عَلَى
عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَسَمَرَ مَعَهُ ثُمَّ سَأَلَهُ عَن ذَلِكَ فَقالَ:
أَوَمَا شَهِدتَ مَعَنا خَيبَرَ؟ فَقُلتُ: بَلَى، قالَ: فَما رَأَيتَ رَسُولَ
اللهِ ﷺ حِينَ دَعا أَبا بَكرٍ فَعَقَدَ لَهُ وَبَعَثَهُ إِلَى القَومِ فانطَلَقَ
فَلَقِيَ القَومَ ثُمَّ جاءَ بِالنّاسِ وَقَد هُزِمُوا؟ فَقالَ: بَلَى، ثُمَّ
قالَ: ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ فَعَقَدَ لَهُ ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَى القَومِ
فانطَلَقَ فَلَقِيَ القَومَ فَقاتَلَهُم ثُمَّ رَجَعَ وَقَد هُزِمَ فَقالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ عِندَ ذَلِكَ: «لَأُعطِيَنَّ الرّايَةَ اليَومَ رَجُلًا يُحِبُّهُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَفتَحُ اللهُ عَلَيهِ غَيرَ
فَرّارٍ([3])»،
فَدَعانِي فَأَعطانِي الرّايَةَ ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ اكفِهِ الحَرَّ
والبَرْدَ» فَما وَجَدتُ بَعدَ ذَلِكَ بَردًا وَلا حَرًّا.