الجمعة أكتوبر 18, 2024

دُعاؤُه لِعَلِيٍّ رضي الله عنه بذهَابِ أثَرِ الحَرِّ والبَردِ عنهُ

473-        

وَلِـعَـلِـيٍّ بِـذَهَـابِ الـحَـرِّ


 

وَالبَرْدِ لَمْ يَكُـنْ بِذَيْنِ يَدْرِيْ


 




(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ أنّه لَمّا دَعا (لِعَلِيٍّ) ابنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه (بِذَهَابِ) أي ارتفاعِ (الحَرِّ وَالبَرْدِ) عنه استُجِيبَتْ دعوةُ النّبِيّ ﷺ بذلكَ، فـ(ـلَمْ يَكُنْ) عليٌّ بعدَ ذلكَ (بِـ)ـهـ(ـذَيْنِ) أي الحَرِّ والبَردِ (يَدْرِيْ) أي يَجِدُ مِنهُما شيئًا.

روَى البيهقيُّ في «الدّلائل» عن ابن أبي ليلَى قالَ: كانَ عَلِيٌّ يَلبَسُ في الحَرِّ والشِّتاءِ العَباءَ المُخَشَّمَ([1]) الثَّخِينَ وَما يُبالِي الحَرَّ، فَأَتانِي أَصحابِي فَقالُوا: إِنّا قَد رَأَينا مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ شَيئًا فَهَل رَأَيتَهُ؟ فَقُلتُ: وَما هُوَ؟ قالُوا: رَأَيناهُ يَخرُجُ إِلَينا في الحَرِّ الشَّدِيدِ في العَباءِ المَحشُوِّ الثَّخِينِ وَما يُبالِي الحَرَّ وَيَخرُجُ عَلَينا في البَردِ الشَّدِيدِ في الثَّوبَينِ الخَفيفَينِ وَما يُبالِي البَردَ فَهَل سَمِعتَ في ذَلِكَ شَيئًا؟ فَقُلتُ: لا، فَقالُوا: سَلْ لَنا أَباكَ عَن ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَسمُرُ مَعَهُ([2])، فَأَتَيتُهُ فَسَأَلتُهُ فَقالَ: ما سَمِعتُ في ذَلِكَ شَيئًا، فَدَخَلَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَسَمَرَ مَعَهُ ثُمَّ سَأَلَهُ عَن ذَلِكَ فَقالَ: أَوَمَا شَهِدتَ مَعَنا خَيبَرَ؟ فَقُلتُ: بَلَى، قالَ: فَما رَأَيتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ حِينَ دَعا أَبا بَكرٍ فَعَقَدَ لَهُ وَبَعَثَهُ إِلَى القَومِ فانطَلَقَ فَلَقِيَ القَومَ ثُمَّ جاءَ بِالنّاسِ وَقَد هُزِمُوا؟ فَقالَ: بَلَى، ثُمَّ قالَ: ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ فَعَقَدَ لَهُ ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَى القَومِ فانطَلَقَ فَلَقِيَ القَومَ فَقاتَلَهُم ثُمَّ رَجَعَ وَقَد هُزِمَ فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عِندَ ذَلِكَ: «لَأُعطِيَنَّ الرّايَةَ اليَومَ رَجُلًا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَفتَحُ اللهُ عَلَيهِ غَيرَ فَرّارٍ([3])»، فَدَعانِي فَأَعطانِي الرّايَةَ ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ اكفِهِ الحَرَّ والبَرْدَ» فَما وَجَدتُ بَعدَ ذَلِكَ بَردًا وَلا حَرًّا.



([1])  أي الخَشِنَ.

([2])  أي يَجلِسُ معهَ في اللَّيلِ للحَدِيثِ.

([3])  أي لا يَفِرُّ مِن الأعداءِ.