الجمعة أكتوبر 18, 2024

شَكْوَى البَعِيرِ حالَه لَهُ

452-        

وَقَـدْ شَـكَـا لَهُ البَعِـيـرُ إِذْ جُهِدْ


 

………………………………………..


 



(وَقَدْ شَكَا لَهُ) حالَهُ يومًا (البَعِيرُ) أي الجمَلُ يومًا (إِذْ جَهِدَ) أي تَعِبَ مِن إجهادِ صاحِبِه له. رَوَى أبو داودَ في «السُّنَن» عن عبد الله بن جعفرٍ رضي الله عنه قالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ خَلْفَهُ ذاتَ يَوْمٍ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا النّاسِ، وَكانَ أَحَبُّ ما اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِحاجَتِهِ هَدَفًا أَوْ حائِشَ نَخْلٍ، قالَ: فَدَخَلَ حائِطًا لِرَجُلٍ الأَنْصارِ فَإِذا جَمَلٌ، فَلَمّا رَأَى النَّبِيَّ ﷺ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْناهُ، فَأَتاهُ النَّبِيُّ ﷺ فَمَسَحَ ذِفْراهُ فَسَكَتَ فَقالَ: «مَنْ رَبُّ هَذا الجَمَلِ، لِمَنْ هَذا الجَمَلُ؟»، فَجاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصارِ فَقالَ: لِي يا رَسُولَ اللهِ، فَقالَ: «أَفَلا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ البَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيّاها، فَإِنَّهُ شَكا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ([1])».

وروَى ابنُ أبي شيبةَ في «المُصنَّف» عن جابرٍ رضي الله عنه قالَ: سِرْنَا وَرَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَنَا كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ خَرَّ سَاجِدًا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: «عَلَيَّ النَّاسَ، مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ؟» فَإِذَا فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالُوا: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَمَا شَأْنُهُ؟» قَالُوا: اسْتَنَيْنَا عَلَيْهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ بِهِ شُحَيْمَةٌ فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ فَنَقْسِمُهُ بَيْنَ غِلْمَانِنَا فَانْفَلَتَ مِنَّا، قَالَ: «تَبِيعُونَهُ؟» قَالُوا: لَا، بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إمَّا لَا([2]) فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ».



([1])  أي تُكِدُّه وتُتعِبُه.

([2])  أي إنْ لا تبيعُوهُ.