(97) تكلم عن صفة القدم لله.
قال الله تعالى فى سورة الحديد ﴿هو الأول﴾ أى أن الله وحده الأول الذى لا ابتداء لوجوده وشرح رسول الله ﷺ الآية بقوله كان الله ولم يكن شىء غيره رواه البخارى، أى أن الله أزلى ولا أزلى سواه فيجب اعتقاد أن الله قديم بمعنى أنه لا ابتداء لوجوده وأن كل ما سواه حادث أى وجد بعد أن لم يكن. وليس معنى القديم فى حق الله أنه مضى عليه زمان طويل قال الإمام أبو جعفر الطحاوى فى عقيدته قديم بلا ابتداء. فلو لم يكن الله قديما لكان حادثا أى مخلوقا والحادث محتاج إلى من أوجده والمحتاج إلى غيره لا يكون إلها. وقد ورد أن الرسول ﷺ كان يقول إذا أراد دخول المسجد أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، والحديث إسناده حسن. فإذا ثبت جواز إطلاق القديم على سلطان الله الذى هو صفته جاز إطلاقه على الذات. فيدل قدم الله أنه كان موجودا قبل العرش والسموات وسائر الخلق بلا مكان ولا جهة والله لا يتغير فلم يزل كما كان فى الأزل موجودا بلا مكان ولا جهة.