الجمعة يوليو 18, 2025

95- بَابُ اكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ

  • حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدِ أَبِي حَزْرَةَ([1])، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ

 

الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ([2]) الْأَنْصَارِ، قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِينَا([3]) أَبُو الْيَسَرِ([4]) صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ، وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ([5])، وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَمِّ([6])، لَوْ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلَامِكَ وَأَعْطَيْتَهُ مَعَافِرِيَّكَ، أَوْ أَخَذْتَ مَعَافِرِيَّهُ وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدَتَكَ، كَانَتْ عَلَيْكَ حُلَّةٌ وعَلَيْهِ([7]) حُلَّةٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي فََقَالَ([8]): اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، يَا ابْنَ أَخِي، بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ، وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ([9])، وَوَعَاهُ قَلْبِي – وَأَشَارَ إِلَى نِيَاطِ([10]) قَلْبِهِ – النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ» وَكَانَ

 

أَنْ أُعْطِيَهُ([11]) مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ([12]) حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ([13]).

  • حَدَّثَنَا سَعِيدُ([14]) بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُبَشِّرٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي([15]) بِالْمَمْلُوكِينَ خَيْرًا وَيَقُولُ: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِنْ لَبُوسِكُمْ، وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»([16]).

([1]) بمفتوحة وسكون زاي فراء. كذا في (أ). اهـ.

([2]) كذا في كل النسخ التي بحوزتنا: «من»، وهذا الموافق لما في صحيح مسلم.

([3]) وأما في (أ): فكان أولَ من لقيتُ أبو اليسر. اهـ وفي (د): فأول من لقينا أبو اليسر. اهـ والمثبت من بقية النسخ، وضبطت في (و): لَقِيَنَا. اهـ بفتح الياء. قلت: وهذا يصح ولكن سكون الياء هو المناسب للسياق. اهـ وأما لفظ صحيح مسلم: فَكَانَ أَوَّل مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ. اهـ.

([4]) قال في التقريب: كعب بن عمرو بن عباد السلمي بالفتح الأنصاري أبو اليسر بفتح التحتانية والمهملة صحابي بدري جليل. اهـ.

([5]) قال النووي في شرح مسلم: الْبُرْدةُ شملة مُخَطَّطَةٌ وقيل كساء مربع فيه صِغَرٌ يلبسه الأعراب وجمعه الْبُرُدُ وَالْمَعَافِرِيُّ بفتح الميم نوع من الثياب يعمل بقرية تسمى مَعَافِرَ، وقيل هي نسبة إلى قبيلة نزلت تلك القرية والميم فيه زائدة. اهـ.

([6]) كذا في (أ، د، ح، ط)، والموافق لصحيح مسلم. وأما في بقية النسخ وشرح الحجوجي: يا عمي. اهـ.

([7]) كذا في (أ، د، ح، ط، ي): وعليه. اهـ والموافق لصحيح مسلم، وأما في بقية النسخ وشرح الحجوجي: أو عليه. اهـ.

([8]) كذا في (أ، د، ح، ط): فقال. اهـ وأما في بقية النسخ: وَقَالَ. اهـ والموافق لصحيح مسلم. اهـ.

([9]) وأما في (د، ي): بَصُرَ عَيْنَايَ هَاتَانِ، وَسَمِعَ أُذُنايَ هَاتَانِ. اهـ إلا في (ي) تصحفت: أذناي هاتين. اهـ وفي شرح الحجوجي: (بصر عيناي) بضم الصاد (هاتان وسمع) بكسر الميم (أذناي هاتان). اهـ والمثبت من (أ) وسائر النسخ، قال النووي في شرح مسلم: قَوْلُهُ (بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ) هو بفتح الصاد ورفع الراء وبإسكان ميم (سَمْعُ) ورفع العين هذه رواية الأكثرين ورواه جماعة بضم الصاد وفتح الراء (عَيْنَايَ هَاتَانِ) وَ(سَمِعَ) بكسر الميم (أُذُنَايَ هَاتَانِ) وكلاهما صحيح لكن الأول أولى. اهـ قلت: وانتصر القرطبي في المفهم للرواية الثانية ووصفها بالأولى والأوضح وأقل كلفة، فتأمل. اهـ.

([10]) قال النووي في شرح مسلم: قَوْلُهُ (وَأَشَارَ إِلَى مَناطِ قَلْبِهِ) هو بفتح الميم وفي بعض النسخ المعتمد «نِيَاطِ» بكسرالنون ومعناهما واحد وهو عِرْقٌ مُعَلَّقٌ بالقلب. اهـ.

([11]) وفي شرح الحوجي عازياً للمصنف هنا: أن أعطيته. اهـ.

([12]) كذا في (أ، ح، ط): يأخذ من حسناتي، والموافق لصحيح مسلم، وأما في بقية النسخ وشرح الحجوجي: يأخذ حسناتي. اهـ.

([13]) أخرجه مسلم من طريق هارون بن معروف ومحمد بن عباد كلاهما عن حاتم بن إسماعيل به نحوه.

([14]) وأما في (ب، ج، د، و، ز، ك، ل): شعبة. اهـ وأما في (ي) لم يتضح رسمها. اهـ والمثبت من (أ، ح، ط) وهو الصواب، وكذا في تغليق التعليق على صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني قال: وقال البخاري في الأدب المفرد حدّثنا سعيد بن سليمان ثنا مروان بن معاوية ثنا الفضل بن مبشر سمعت جابر بن عبد الله يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرًا ويقول: أطعموهم مِمَّا تَأْكُلُونَ، الحديث. اهـ وقال الحافظ في إتحاف المهرة: حديث: كان يوصي بالمملوكين خيرًا، ويقول: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ…» الحديث. أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) عن سعيد بن سليمان، وعبد الله بن مسلمة، فرّقهما، كلاهما عن مروان بن معاوية، عنه، به. اهـ.

([15]) كذا في سائر النسخ إلا في (أ): يُوصِيني. اهـ والمثبت هو الموافق لما عزاه الحافظ في الفتح إلى الأدب المفرد: يوصي. اهـ.

([16]) لم أجد من أخرجه، وفي الباب عن أبي ذر رواه أحمد وأبو داود.