(93) مَا حُكْمُ مَنْ يُشَبِّهُ اللَّهَ تَعَالَى بِخَلْقِهِ وَمَا السَّبِيلُ إِلَى صَرْفِ التَّشْبِيهِ.
حُكْمُ مَنْ يُشَبِّهُ اللَّهَ بِخَلْقِهِ التَّكْفِيرُ قَطْعًا أَىْ بِلا خِلافٍ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ اللَّهَ وَلَمْ يَعْبُدْهُ إِنَّمَا يَعْبُدُ شَيْئًا تَخَيَّلَهُ وَتَوَهَّمَهُ وَمَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللَّهِ لا يَكُونُ مُسْلِمًا. وَالسَّبِيلُ إِلَى صَرْفِ التَّشْبِيهِ أَىْ طَرْدِ خَوَاطِرِ التَّشْبِيهِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى التَّنْزِيهِ اتِّبَاعُ هَذِهِ الْقَاعِدَةِ الْقَاطِعَةِ أَىِ الثَّابِتَةِ قَطْعًا وَيَقِينًا مَهْمَا تَصَوَّرْتَ بِبَالِكَ فَاللَّهُ بِخِلافِ ذَلِكَ أَىْ لا يُشْبِهُ ذَلِكَ لِأَنَّ مَا يَتَصَوَّرُهُ الإِنْسَانُ بِبَالِهِ خَيَالٌ وَاللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْهُ وَهَذِهِ الْقَاعِدَةُ مُجْمَعٌ عَلَيْهَا عِنْدَ أَهْلِ الْحَقِّ ذَكَرَهَا الإِمَامُ ذُو النُّونِ الْمِصْرِىُّ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهِىَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ الشُّورَى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ﴾.