الجمعة يوليو 18, 2025

9- بَابُ بِرِّ([1]) وَالِدَيْهِ مَا لَمْ تكُنْ مَعْصِيَةٌ

  • ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ([2]) بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ الْبَصْرِيُّ، لَقِيتُهُ بِالرَّمْلَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتِسْعٍ: «لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكَنَّ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ مُتَعَمِّدًا، وَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَلَا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا([3])، وَلَا تُنَازِعَنَّ وُلَاةَ الْأَمْرِ وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ([4])، وَلَا تَفِرَّنَّ([5]) مِنَ الزَّحْفِ، وَإِنْ هَلَكْتَ وَفَرَّ أَصْحَابُكَ، وَأَنْفِقْ مِنْ طَوْلِكَ([6]) عَلَى أَهْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ([7])، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»([8]).
  • ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ؟ فَقَالَ([9]): «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا»([10]).
  • حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْأَعْمَى([11])، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الْجِهَادَ، فَقَالَ: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟» فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ»([12]).

([1]) كذا في (أ)، وأما في (ب، ج، د، و، ز، ح، ط، ي، ك، ل) وفي شرح الحجوجي: بَابٌ يَبَرُّ وَالِدَيْهِ مَا لَمْ يكُنْ مَعْصِيَةً. اهـ.

([2]) قال المزي في تهذيبه: روى له البخاري في كتاب الأدب حديثين. اهـ.

([3]) وأما في (ب): إليهما. اهـ وفي رواية ابن الجوزي في البر والصلة من طريق المصنف: فَاخْرُجْ مِنْهَا. اهـ والمثبت من (أ) وبقية النسخ ومن شرح الحجوجي عازيًا للمصنف هنا: فاخرج لهما. اهـ.

([4]) قال الحجوجي في شرحه على الأدب ممزوجًا بالمتن: (وإن رأيت أنك أنت) الأحق بالإمارة والتولية. اهـ.

([5]) كذا في (أ، ح، ط)، وأما في (ب، ج، د، و، ز، ي، ك، ل): وَلَا تفْررْ. اهـ بكسر الراء الأولى. اهـ وأما في شرح الحجوجي عازيًا للمصنف هنا: ولا تفر. اهـ.

([6]) قال الحجوجي في شرح الأدب: مما وسع الله به عليك. اهـ.

([7]) قال البيهقي في السنن الكبرى: قال أبو عبيد في هذا الحديث قال الكسائي وغيره: يقال إنه لم يرد العصا التي يضرب بها ولا أمر أحدًا قط بذلك ولكنه أراد الأدب، قال أبو عبيد: وأصل العصا الاجتماع والائتلاف. اهـ قال في النهاية: لا تَرْفَعْ عَصَاك عن أهْلِك أي لا تَدَعْ تأديبَهم وجمعَهم على طاعة الله تعالى، يقال: شقَّ العصا: أي فارق الجماعة ولم يُرِد الضرب بالعصا ولكنه جعله مثلًا، وقيل: أراد لا تغفُل عن أدبهم ومنعهم من الفساد. اهـ وفي رواية معاذ عند أحمد: وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا. اهـ.

([8]) أخرجه ابن ماجه والبيهقي في الشعب والطبري في تهذيب الآثار من طريق راشد عن شهر به مطولًا ومختصرًا، قال ابن حجر في التلخيص: وفي إسناده ضعف، وقال البوصيري في الزوائد عن رواية ابن ماجه المختصرة: إسناده حسن وشهر مختلف فيه. اهـ. قال الحجوجي: أخرجه أيضًا الطبراني بإسناد صحيح. اهـ.

([9]) وفي (ب، ج، و، ز، ي، ك): قال. اهـ وفي (ل): قال قال. اهـ.

([10]) تقدم تخريجه رقم (13).

([11]) السائب بن فروخ.

([12]) أخرجه المصنف في صحيحه من طريق ءادم ويحيـى بن سعيد، ومسلم من طريق يحيـى بن سعيد ومعاذ، كلهم عن شعبة به نحوه.