الخميس مارس 28, 2024

#81 – 6-12سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام

اعلموا رحمكم الله أنّه كَانَ مِنْ مُعْجِزَاتِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ كَانَ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ الَّذِي يُولَدُ أَعْمَى، وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَالْبَرَصُ مَرَضٌ يُصِيبُ الْجِلْدَ وَيَكُونُ عَلَى شَكْلِ بَيَاضٍ يُغَطِّي مِسَاحَاتٍ مِنَ الْجِسْمِ فَيَنْفِرُ النَّاسُ منه ومِنْ صَاحِبِهِ، وَخُصَّ هَذَانِ الْمَرَضَانِ بِالذِّكْرِ لأِنَّهُمَا دَاءَانِ مُعْضِلانِ، وَكَانَ الْغَالِبُ عَلَى زَمَنِ سَيِّدِنَا عِيسَى الطِّبَّ، فَأَرَاهُمُ اللَّهُ تعالى الْمُعْجِزَةَ عَلَى يَدَيْ سَيِّدِنَا عِيسَى مِنْ جِنْسِ ذَلِكَ، وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ، حَتَّى قِيلَ إِنَّهُ أَحْيَا أَرْبَعَةً مِنَ الْخَلْقِ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ، وَكَانَ سَيِّدُنَا حِزْقِيلُ قَبْلَ سَيِّدِنَا عِيسَى أَحْيَا ثَمَانِيَةً وَهُوَ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَنَّ سَيِّدَنَا عِيسَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الَّذِينَ أَحْيَاهُمْ سَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَحَدُ أَصْدِقَائِهِ وَاسْمُهُ عَازَرُ، إِذْ لَمَّا مَرِضَ أَرْسَلَتْ أُخْتُهُ إِلَى سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّ عَازَرَ يَمُوتُ فَسَارَ إِلَيْهِ وَبَيْنَهُمَا ثَلاثَةُ أَيَّامٍ فَوَصَلَ إِلَيْهِ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ، فَأَتَى قَبْرَهُ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَامَ عَازَرُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَاشَ وَوُلِدَ لَهُ، وَمِنَ الَّذِينَ أُحْيُوا بِإِذْنِ اللَّهِ تعالى عَلَى يَدَيْ سَيِّدِنَا عِيسَى الْمَسِيحِ ابْنُ الْعَجُوزِ فَإِنَّهُ مُرَّ بِهِ مَحْمُولًا عَلَى سَرِيرِهِ فَدَعَا لَهُ سَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ أَنْ يَقُومَ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَقَامَ وَنَزَلَ عَنْ أَكْتَافِ الرِّجَالِ وَلَبِسَ ثِيَابَهُ ثُمَّ حَمَلَ سَرِيرَهُ وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ. وَكَذَلِكَ فَعَلَ مَعَ أَحَدِ الْمُلُوكِ إِذْ كَانَ مَحْمُولًا وَجَرَى مَعَهُ مَا جَرَى مَعَ ابْنِ الْعَجُوزِ. لَكِنَّ الْيَهُودَ الْحَسَدَةَ لَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا تَعَنُّتًا: “إِنَّكَ تُحْيِي مَنْ كَانَ مَوْتُهُ قَرِيبًا، فَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَمُوتُوا بَلْ أُصِيبُوا بِإِغْمَاءٍ أَوْ سَكْتَةٍ”، فَأَحْيِي لَنَا سَامَ بنَ نُوحٍ. فَقَالَ سَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: “دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ”، فَخَرَجَ سَيِّدُنَا عِيسَى وَخَرَجَ الْقَوْمُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى قَبْرِهِ، فَدَعَا اللَّهَ فَخَرَجَ سَامٌ من قبره، وَقَدْ كَانَ مِنْ وَقْتِ مَوْتِهِ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعَةِ ءَالافِ سَنَةٍ، فَالْتَفَتَ سَامٌ وَقَالَ لِلنَّاسِ مُشِيرًا إِلَى سَيِّدِنَا عِيسَى الْمَسِيحِ: “صَدِّقُوهُ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ” ثُمَّ عَادَ سام إِلَى حَالِهِ، فَآمَنَ بِهِ بَعْضُهُمْ وَكَذَّبَهُ الْبَعْضُ الآخَرُ وَقَالُوا: هَذَا سِحْرٌ. وَرُوِيَ أَنَّ سَيِّدَنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فِي إِحْيَائِهِ لِلْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ كَانَ يَضْرِبُ بِعَصَاهُ الْمَيِّتَ أَوِ الْقَبْرَ أَوِ الْجُمْجُمَةَ فَيَحْيَا الإِنْسَانُ وَيُكَلِّمُهُ وَيَعِيشُ. وَمِنْ مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُنْبِئُ قَوْمَهُ بِمَا يَأْكُلُونَهُ وَيَدَّخِرُونَهُ فِي بُيُوتِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَحْيَا لَهُمُ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ طَلَبُوا مِنْهُ ءَايَةً أُخْرَى وَقَالُوا: أَخْبِرْنَا بِمَا نَأْكُلُ فِي بُيُوتِنَا وَمَا نَدَّخِرُ لِلْغَدِ، فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ: “يَا فُلانُ، أَنْتَ أَكَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَأَنْتَ أَكَلْتَ كَذَا وَكَذَا وَادَّخَرْتَ كَذَا وَكَذَا. فسبحان الله والحمد لله والله تعالى أعلم وأحكم. نقف هنا الآن لنكمل الكلام في الحلقة القادمة من سلسلة قصص الأنبياء في ما بدأناه عن ذكر معجزات سيدنا عيسى المسيح عليه السلام وسوف نحدثكم عن معجزة نزول المائدة التي ذُكرت في القرءان الكريم فتابعونا وإلى اللقاء.