(776) اذْكُرْ فَضْلَ قَوْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِىَ فِى مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِىَ جَالِسَةٌ فَقَالَ مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِى فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمَ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ. وَمَعْنَى سُبْحَانَ اللَّهِ أُنَزِّهُ اللَّهَ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ أَىْ عَنْ كُلِّ مَا لا يَلِيقُ بِهِ. وَمَعْنَى سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ أُسَبِّحُ اللَّهَ وَأُثْنِى عَلَيْهِ كَثِيرًا بِعَدَدِ مَخْلُوقَاتِهِ تَسْبِيحًا يَرْضَاهُ رَبُّنَا وَهَذَا التَّسْبِيحُ شَىْءٌ عَظِيمٌ كَمَا أَنَّ زِنَةَ الْعَرْشِ شَىْءٌ عَظِيمٌ. وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ أَىْ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا قَالَ رَبُّنَا فِى كِتَابِهِ الْعَزِيزِ ﴿قُلْ لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾. ﴿لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّى﴾ أَىْ لِمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ كَلامُ اللَّهِ ﴿لَنَفِدَ الْبَحْرُ﴾ وَلا يَنْفَدُ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ كَلامُ اللَّهِ. كَلامُ اللَّهِ الأَزَلِىُّ وَاحِدٌ لا يُشْبِهُ كَلامَ الْمَخْلُوقِينَ لَيْسَ حُرُوفًا مُتَعَاقِبَةً وَلا صَوْتًا وَلا لُغَةً لَيْسَ لَهُ ابْتِدَاءٌ وَلَيْسَ لَهُ انْتِهَاءٌ لا يَطْرَأُ عَلَيْهِ سُكُوتٌ أَوْ تَقَطُّعٌ.