#7 محمد رسول الله خاتم الأنبياء ﷺ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، اعلم رحمك الله أن نَبِيَّنَا محمد عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يَرْجِعُ نَسَبُهُ إِلَى هَاشِمِ بنِ عبدِ مناف. فَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله الْهَاشِمِىُّ-يَعْنِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ- القُرَشِىُّ-يَعْنِى مِنْ قَبِيلَةِ قُرَيْشٍ- فَهَاشِمٌ بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ أَشْرَفُ قَبَائِلِ الْعَرَبِ. وَهُوَ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ إِلَى كُلِّ الإِنْسِ وَالْجِنِّ، لَيْسَ إِلَى العَرَبِ فَقَطْ، ولا إِلَى العُجْمِ فَقَطْ، ولا إِلَى الإِنْسِ فَقَطْ، إِنَّمَا أَرْسَلَهُ رَبُّهُ إِلَى الإِنْسِ وَالْجِنِّ جَمِيعًا. ورَسُولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّمَ وُلِدَ فِى مَكَّةَ فِى عَامِ الْفِيلِ، أَىْ فِي العَامِ الذِي غَزَا فِيْهِ أَبْرَهَةُ مَكَّةَ يُرِيدُ تَدْمِيرَ الْكَعْبَةِ هُوَ وَجُنْدُهُ وَمَعَهُمُ الأَفْيَالُ، فأَهْلَكَهُ الله وَجَيْشَهُ. وبُعِثَ أي نزل عليه الوحيُ لَمَّا كَانَ فِى سِنِّ الأَرْبَعِينَ. فَنَزَلَ الْوَحْىُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَا نَزَلَ ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام يسكن مَكَّةَ، ثُمَّ مَكَثَ فِي مكة بَعْدَ الْوَحْىِ نَحْوَ ثلاث عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَكَثَ فِيهَا نَحْوَ عَشْرِ سِنِينَ، ثُمَّ تُوُفّـِىَ فِيهَا عَنْ ثلاثٍ وَسِتّـِينَ سَنَةً ودُفِنَ فِيهَا. وَمَعْرِفَةُ نَسَبِ رَسُولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّمَ وَمَعْرِفَةُ مَكَانِ وِلادته وَمَكَانِ وَفَاتِهِ مِنَ الْمُهِمَّات. وَأَمَّا قَبِيلَةُ قُرَيْشٍ فَيَرْجِعُ نَسَبُهَا إِلَى إِسْمَاعِيلَ نَبِىِّ اللهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ نَبِىِّ الله . وسيدنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم هُوَ ءَاخِرُ نَبِىٍّ بَعَثَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ، ولا يُبْعَثُ بَعْدَهُ نَبِىٌّ. فَسَيّـِدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلام وَإِنْ كَانَ يَنْزِلُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، فَإِنَّهُ بُعِثَ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليهِ وسلّمَ ، ثُمَّ عيسى لَمَّا يَنْزِلُ يَحْكُمُ بِشَرْعِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ . أَمَّا ءَاخِرُ الأَنْبِيَاءِ بَعْثًا فَهُوَ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ كَمَا قَالَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّـِينَ}. وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ بَعْدَ مُحَمَّدٍ فَهُوَ كَافِرٌ، وَذَلِكَ مِثْلُ الْقَادِيَانِيَّةِ، الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ غَلام أَحْمَد نَبِىٌّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ. غُلام أَحْمَد رَجُلٌ كافرٌ عَاشَ مُنْذُ نَحْو مِائَةِ سَنَةٍ وَادَّعَى النُّبُوَّةَ، وَصَدَّقَهُ عَلَى ذَلِكَ بَعْضُ النَّاسِ الَّذِينَ يُقَالُ لَهُمُ الآنَ الْقَادِيَانِيَّةُ نِسْبَةً لِبَلَدِهِ قَادِيَانَ. ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّنَا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ هُوَ أَفْضَلُ أَنْبِيَاءِ الله ، وَيَلِيهِ بِالْفَضْلِ نَبِىُّ الله إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ مُوسَى، ثُمَّ عِيسَى، ثُمَّ نُوحٌ، صَلَوَاتُ رَبّـِى وَسَلامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. نسأل الله تعالى أن يعلمَنا ما ينفعنا وأن ينفعَنا بما علمنا وأن يزيدَنا علما والله تبارك وتعالى أعلم وأحكم.