الخميس فبراير 6, 2025

7 الفرق بين المعجزة والسحر

خلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ وَجَعَلَ لَهُ عَقْلًا يُمَيِّزُ بِهِ الْحَسَنَ مِنَ الْقَبِيحِ وَأَرْسَلَ أَنْبِيَاءَهُ لِيُرْشِدُوهُمْ إِلَى طَرِيقِ النَّجَاةِ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يُعَانِدُونَ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ فَلا يَسْتَعْمِلُونَ عُقُولَهُمْ لِمَا خُلِقَتْ لَهُ.

وَقَدْ أَيَّدَ اللَّهُ تَعَالَى رُسُلَهُ الْكِرَامَ بِالْمُعْجِزَاتِ وَالْمُعْجِزَةُ هِىَ أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ أَىْ عَلَى خِلافِ الأَشْيَاءِ الَّتِى يَعْتَادُهَا النَّاسُ وَهِىَ تَحْصُلُ عَلَى يَدِ الأَنْبِيَاءِ وَتُوَافِقُ دَعْوَاهُمْ وَلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُعَارِضَهَا بِالْمِثْلِ كَخُرُوجِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ النَّبِىِّ مُحَمَّدٍ وَانْقِلابِ الْعَصَا ثُعْبَانًا لِسَيِّدِنَا مُوسَى.

وَالْمُعْجِزَةُ لَيْسَتْ سِحْرًا لِأَنَّ السِّحْرَ يُتَوَصَّلُ إِلَيْهِ بِالتَّعَلُّمِ وَالْمُمَارَسَةِ وَيُعَارَضُ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ أَىْ قَدْ يَأْتِى سَاحِرٌ بِسِحْرٍ أَقْوَى فَلِذَلِكَ ءَامَنَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ بِمُوسَى رَسُولًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَمَّا انْقَلَبَتْ عَصَاهُ ثُعْبَانًا حَقِيقِيًّا وَابْتَلَعَتْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ الَّتِى خُيِّلَ لِلنَّاسِ أَنَّهَا حَيَّاتٌ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ سِحْرًا.

وَالسِّحْرُ فِعْلُهُ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ