7 – أخبرني عن حبيبي ﷺ
إن سألتم عن جماله، فاعلموا أن الحديث عن جمالِ سيدِ الخلق وحبيبِ الحق نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلّم يأخذ بمجامع القلوب، وتَشْرَئِبُّ له أعناقُ المحبين وعُشاقُ المعالي، وتهتزُ القلوبُ المحِبَّةُ بذكره، وتتعطّرُ الأرواحُ بحبه. لقد منح الله نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلّم الكمالَ البشريَّ في كل صفاته الخَلقية والخُلُقية. فهو صلى الله عليه وسلّم أجملُ مخلوق خلقه الله فقد أُعْطِيَ صلى الله عليه وسلّم الحسن َوالجمالَ كلَّه، ولم يَفتتن به من يراه كما افتتنتِ النسوةُ بنبيِ الله يوسفَ الصديق عليه السلام، فمن رأى سيدَنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم هابَه للهيبة الجلالية المضافة على جماله، وكان أصحابُه الكرام رضي الله عنهم لا يستطيعون إثباتَ النظرِ في وجهِه الشريف لقوةِ مهابتِه ومزیدِ وَقاره، قال عمرو بنُ العاص رضي الله عنه وهو يُحْتضَر: وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلّم، وَلَا أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ، وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ؛ لِأَنّي لمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم. إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما