الجمعة أكتوبر 11, 2024

(658) مَا هُوَ سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ وَبِعِبَادِ اللَّهِ.

        سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ هُوَ أَنْ يَظُنَّ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ أَنَّهُ لا يَرْحَمُهُ بَلْ يُعَذِّبُهُ وَأَمَّا سُوءُ الظَّنِّ بِعِبَادِ اللَّهِ فَهُوَ أَنْ يَظُنَّ بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ السُّوءَ بِدُونِ دَلِيلٍ مُعْتَبَرٍ كَأَنْ يُسْرَقَ لَهُ مَالٌ فَيَظُنَّ بِفُلانٍ أَنَّهُ السَّارِقُ بِغَيْرِ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْحُجُرَاتِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ﴾ وَالإِثْمُ هُوَ الذَّنْبُ الَّذِى يَسْتَحِقُّ صَاحِبُهُ الْعِقَابَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ. فَالظَّنُّ الَّذِى ذَمَّهُ رَسُولُ اللَّهِ هُوَ الظَّنُّ بِلا قَرِينَةٍ مُعْتَبَرَةٍ وَالْقَرِينَةُ الْمُعْتَبَرَةُ كَأَنْ يَكُونَ فِى غُرْفَةٍ وَلَهُ فِى هَذِهِ الْغُرْفَةِ مَالٌ وَمَعَهُ شَخْصٌ ءَاخَرُ ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْغُرْفَةِ وَعَادَ إِلَيْهَا فَوَجَدَ أَنَّ الْمَالَ قَدْ فُقِدَ وَكَانَ مُتَيَّقِنًا أَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ هَذِهِ الْغُرْفَةَ غَيْرُهُ وَغَيْرُ الَّذِى كَانَ مَعَهُ فَظَنَّ بِهَذَا الشَّخْصِ أَنَّهُ سَرَقَ الْمَالَ فَلا يَحْرُمُ.