الجمعة أكتوبر 11, 2024

(648) مَا هُوَ الرِّيَاءُ.

        الرِّيَاءُ هُوَ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ لِأَجْلِ النَّاسِ أَىْ لِيَمْدَحُوهُ وَهُوَ مِنَ الْمَعَاصِى الْكَبَائِرِ لِأَنَّ الرَّسُولَ ﷺ سَمَّاهُ الشِّرْكَ الأَصْغَرَ كَمَا رَوَى الْحَاكِمُ فِى الْمُسْتَدْرَكِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ اتَّقُوا الرِّيَاءَ (أَىِ اجْتَنِبُوا الرِّيَاءَ) فَإِنَّهُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، أَىْ ذَنْبٌ كَبِيرٌ يُشْبِهُ الإِشْرَاكَ بِاللَّهِ وَلا يُخْرِجُ فَاعِلَهُ مِنَ الإِسْلامِ. وَالرِّيَاءُ يُحْبِطُ ثَوَابَ الْعَمَلِ الَّذِى قَارَنَهُ. قَالَ تَعَالَى ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ أَىْ لا يُرَاءِ بِعَمَلِهِ. وَلا يَجْتَمِعُ الثَّوَابُ وَالرِّيَاءُ لِحَدِيثِ أَبِى دَاوُدَ وَالنَّسَائِىِّ بِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِى أُمَامَةَ أَنَّهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ قَالَ لا شَىْءَ لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلاثًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ لا شَىْءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لَهُ وَمَا ابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُهُ.