(639) مَا مَعْنَى الْمُرَاقَبَةِ لِلَّهِ.
الْمُرَاقَبَةُ لِلَّهِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ الْقَلْبِيَّةِ وهِىَ اسْتِدَامَةُ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ بِأَدَاءِ مَا أَوْجَبَهُ وَاجْتِنَابِ مَا حَرَّمَهُ. وَمَنْ دَاوَمَ عَلَى اسْتِحْضَارِ أَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِهِ وَأَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ يُورِثُهُ هَذَا فِى قَلْبِهِ خَشْيَةً مِنَ اللَّهِ فَيَتْرُكُ الْمَعَاصِىَ خَوْفًا مِنَ اللَّهِ وَيُؤَدِّى الْوَاجِبَاتِ طَاعَةً لِلَّهِ. سَهْلُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِىُّ كَانَ لَهُ خَالٌ مِنَ كِبَارِ الأَوْلِيَاءِ وَكَانَ خَالُهُ يُرَبِّيهِ وَيَعْتَنِى بِهِ. وَلَمَّا كَانَ صَغِيرًا قَالَ لَهُ خَالُهُ قُلْ كُلَّ يَوْمٍ اللَّهُ عَالِمٌ بِى اللَّهُ يَرَانِى فَصَارَ سَهْلٌ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَبَعْدَ سَنَةٍ قَالَ لَهُ خَالُهُ يَا سَهْلُ الَّذِى يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِهِ وَأَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ هَلْ يَعْصِيهِ، سَهْلٌ فَهِمَ ذَلِكَ فَصَارَ بَعْدَ هَذَا مِنْ أَكَابِرِ الأَوْلِيَاءِ الصَّالِحِينَ لِأَنَّهُ رَاقَبَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِى أَوْقَاتِهِ كُلِّهَا فَكَانَ يَسْتَحْضِرُ فِى قَلْبِهِ دَائِمًا أَنَّهُ لا يَعْصِى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَوْفًا وَإِجْلالًا وَطَاعَةً لِلَّهِ.