(59) تَكَلَّمْ عَنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْفَاتِحَةِ.
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ أَىْ أَبْتَدِئُ بِذِكْرِ اسْمِ اللَّهِ مُتَبَرِّكًا بِهِ والرَّحْمٰنُ أَىِ الْكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ فِى الدُّنْيَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً فِى الآخِرَةِ وَالرَّحِيمُ أَىِ الْكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ. ﴿الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أَىْ أَنَّ اللَّهَ يَسْتَحِقُّ مِنَّا أَنْ نَحْمَدَهُ وَنُثْنِىَ عَلَيْهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا وَهُوَ مَالِكُ الْعَالَمِينَ. ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ أَىْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَالِكُ وَالْمُتَصَرِّفُ فِى الْمَخْلُوقَاتِ وَإِنَّمَا قَالَ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِعْظَامًا لِيَوْمِ الْجَزَاءِ لِشِدَّةِ مَا يَحْصُلُ فِيهِ مِنْ أَهْوَالٍ. ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ أَىْ لا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاكَ وَلا نَسْتَعِينُ الِاسْتِعَانَةَ الْخَاصَّةَ إِلَّا بِكَ يَا اللَّهُ فَأَنْتَ الْمُعِينُ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لا يَجُوزُ الِاسْتِعَانَةُ إِلَّا بِاللَّهِ. ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ أَىْ أَكْرِمْنَا بِاسْتِدَامَةِ الْهِدَايَةِ عَلَى الإِسْلامِ. ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ﴾ أَىْ دِينَ الَّذِينَ أَكْرَمْتَهُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمَلائِكَةِ وَهُوَ الإِسْلامُ. ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) وَهُمُ الْيَهُودُ (وَلا الضَّالِّينَ﴾ وَهُمُ النَّصَارَى.