الخميس نوفمبر 21, 2024

#56 المعاصي المتعلقة بالقدم

الحمد لله العزيزِ الجبّارِ والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمدٍ المختار وعلى آلهِ وأصحابِه الأخيارِ وبعدُ نتكلم الآن إن شاء الله تعالى عن معاصي الرِّجِل التي منها المشىُ فى معصيةٍ، كالمشى فى سعايةٍ بمسلمٍ أى للإضرار به عند الحاكمِ أو نحوِهِ أو فى قتلِهِ أى المشىِ لقتلِ مسلمٍ أو للإضرارِ به بغيرِ حق.

السِعاية بالمسلم فيها أذى كبير لأنّه يحصل بها إدخالُ الرعبِ إلى الْمَسعِىِّ به وإرجافُ أهله وترويعُهم بطلب السلطانِ. وهذا إذا كانت السعايةُ به بغير حقّ، وأما السعايةُ بحقٍّ فهى جائزةٌ. ومثل السعاية فى كونها معصيةً المشىُ لأجل فعل معصيةٍ كالمشى للسرقةِ أو المشى للزنا بامرأةٍ أو للتلذذ بامرأة لا تحل له بما دون الزنا. فإنّ مجردَ ذلك المشىِ معصيةٌ.

ومن معاصى الرجل إباقُ العبد المملوك أى هرَبُهُ من سيدِهِ ذكرًا كان العبدُ أو أنثى. ومثل ذلك هرَبُ الزوجةِ من بيتِ زوجها. وكلا الأمرين من كبائر الذنوب ما لم يكن عذرٌ. وكذلك يحرم الهرب من أداء الحقِّ الواجبِ على الشخص كأن لزمَه قِصاصٌ فهربَ حتى لا يُقتَصَّ منه بالطريق الشرعىّ، أو لزمه دَينٌ أو نفقةٌ على الزوجةِ أو الوالدين أو الأطفال فهرب حتى لا يدفع ذلك. وهذا أى الهروب من النفقة الواجبةِ هو من كبائر الذنوب والعياذ بالله.

ومن معاصى الرِّجْلِ التبخترُ فى المشى وذلك بأن يمشِىَ مِشيَةَ الكِبْرِ والخُيَلاءِ.

ومن جملةِ معاصى الرِّجل المرورُ بين يدى المصلّـِى مَع حصول السترة المعتبرة بأن قرُب من السُترة ثلاثةَ أذرُعٍ فأقل بذراع اليد المعتدلةِ وكانت مرتفعةً ثلُثَى ذراعٍ فأكثرَ. فإن وُجدت هذه السترةُ سُنَّ للمصلِى أن يمنع الذى يريد المرور بينه وبين السترةِ. وإن لم توجد هذه السترةُ فليس للمصلى أن يُزعجَ المارَّ بين يديه ولو قرُب منه ذراعًا أو نحوَ ذلك.

ومن محرمات الرجل مدُّها إلى المصحف أو إلى كتاب علمٍ شرعىٍّ إذا كان غيرَ مرتفعٍ على شىءٍ لأنَّ فى ذلك إهانةً له. هذا إذا لم يكن المصحفُ فى خِزانةٍ تحجُبُه كأن يكون المصحف الشريف داخل خزانة من خشب مغلقةٍ بحيث لا يُرى فإنّه لا يحرُمُ عند ذلك. والله تعالى أعلم وأحكم والحمد لله رب العالمين.