(5) مَا حُكْمُ شُرْبِ الْخَمْرِ.
شُرْبُ الْخَمْرِ مِنَ الْكَبَائِرِ وَالْخَمْرُ كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ، أَىْ غَيَّرَهُ مَعَ نَشْوَةٍ وَطَرَبٍ أَمَّا الدَّلِيلُ عَلَى حُرْمَتِهَا فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْمَائِدَةِ ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنْتَهُونَ﴾ وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ أَتَانِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَشَارِبَهَا وَءَاكِلَ ثَمَنِهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَمُسْتَقِيَهَا. وَقَلِيلُ الْخَمْرِ وَكَثِيرُهُ حَرَامٌ لِقَوْلِهِ ﷺ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ. وَلَيْسَ فِى الأَنْبِيَاءِ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَةَ أَوْ شَجَّعَ عَلَى شُرْبِهَا فَالأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلامُ لا يَحُثُّونَ أُمَمَهُمْ عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ أَمَّا مَا يَرْوِيهِ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ سَيِّدَنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ قَلِيلٌ مِنَ الْخَمْرِ يُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ فَهُوَ كَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ عَلَيْهِ.