الأحد ديسمبر 7, 2025

 

45- باب الولد مبخلة مجبنة([1])

  • حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث، قال: كتب إلي هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال أبو بكر يوما: والله ما على الأرض([2]) رجل أحب([3]) إلي من عمر، فلما خرج رجع فقال: كيف حلفت أي بنية([4])؟ فقلت([5]) له، قال([6]): أعز علي، والولد ألوط([7])([8]).
  • حدثنا موسى، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا ابن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعم([9]) قال: كنت شاهدا ابن عمر إذ سأله رجل عن دم البعوضة؟ فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق، قال([10]): انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوضة([11])، وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «هما ريحاني([12]) من الدنيا»([13]).

([1]) قال في فيض القدير: (مبخلة مجبنة) بفتح الميم فيهما مفعلة أي يحمل أبويه على البخل ويدعوهما إليه حتى يبخلا بالمال لأجله ويتركا الجهاد بسببه. اهـ وقال الزبيدي في إتحاف السادة المتقين: مبخلة أي يحمل والده على ترك الإنفاق في الطاعة خوف الفقر، مجبنة أي يحمله على الجبن عن الجهاد خشية ضيعته. اهـ.

([2]) وأما في (ز، ك): وجه الأرض. اهـ والمثبت من (أ) وبقية النسخ، ومن شرح الحجوجي. اهـ وأما مصادر التخريج فبعضها بلفظ: ما على ظهر الأرض. اهـ وبعضها: ما على الأرض. اهـ.

([3]) كذا في (أ) برفع «أحب»، وذلك مبني على إهمال «ما»، وهي لغة تميم، وأبو بكر رضي الله عنه حجازي، ولسانهم في هذا النصب بناء على إعمال «ما»، إلا أن تثبت الرواية بالرفع فيحمل على أنه تكلم بمقتضى لغة تميم، وذلك جائز غير ممتنع. وسيأتي مثله في حديث ابن عمر في باب: من أغلق الباب على الجار. اهـ.

([4]) وفي (د): أي بنية كيف حلفت. اهـ.

([5]) وفي (ح، ط، ل): فقالت له. اهـ.

([6]) وفي (ب، ز، ح، ط، ي، ك، ل): فقال. اهـ وفي (ج): فقال له فقال. اهـ.

([7]) أي ألصق بالقلب. كما قيده ناسخ (ب، د، و، ط) على الهامش. اهـ وكذا في النهاية. اهـ.

([8]) أخرجه ابن أبي داود في مسند عائشة والبلاذري في أنساب الأشراف وأبو القاسم اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وابن عساكر في تاريخ دمشق من طرق عن هشام به نحوه.

([9]) وأما في (ب، ح، ط، ل): عن ابن أبي نعيم. اهـ والمثبت من (أ) وبقية النسخ ومن صحيح المصنف: ابن أبي نعم. اهـ قال في الفتح: بضم النون وسكون المهملة. اهـ.

([10]) كذا في (أ): قال. اهـ وهو الموافق لرواية المصنف في صحيحه بنفس الإسناد، وأما في بقية النسخ: فقال. اهـ.

([11]) وفي (د، ك): البعوض. اهـ وهذا لفظ أحمد والبخاري والترمذي: البعوض، ولكن في الموضعين. اهـ.

([12]) وأما في (د، ح، ط): ريحانتاي من الدنيا. اهـ وهذا الموافق لرواية المصنف في صحيحه والترمذي، وعند أحمد: ريحانتي، والمثبت من (أ) وبقية النسخ: ريحاني. اهـ وقيد ناسخ (ب) على الهامش: خ ريحانتاي. اهـ قال الحجوجي ي شرحه: بكسر النون والتخفيف على الإفراد. اهـ قال في الفتح: ولأبي ذرعن المستملي والحموي ريحاني بكسر النون والتخفيف على الإفراد وكذا عند النسفي ولأبي ذر عن الكشميهني ريحانتي بزيادة تاء التأنيث. اهـ وكذا في إرشاد الساري وعمدة القاري. اهـ وقال في منحة الباري بشرح صحيح البخاري المسمى «تحفة الباري»: «ريحاني» بتخفيف الياء وكسر ما قبلها. اهـ وقال ي المرقاة: هما ريحاني بفتح نون وتشديد ياء كما سبق وفي نسخة صحيحة هما ريحاناي وفي نسخة ريحاني بكسر النون. اهـ وقال في الفتح: والمراد بالريحان هنا الرزق قاله ابن التين. اهـ وقال القاري في المرقاة: أي: من رزق الله رزقنيه من الدنيا يقال: سبحان الله وريحانه أي أسبح الله واسترزقه وهو مخفف من ريحان مشددا فيعلان من الروح، لأن انتعاشه بالرزق، ويجوز أن يراد بالريحان المشموم لأن الشمامات تسمى ريحانا، ويقال حباه بطاقة نرجس وبطاقة ريحان، فيكون المعنى أنهما مما أكرمني الله به وحباني، أو لأن الأولاد يشمون ويقبلونن فكأنهما من جملة الرياحين التي أنبتها الله، وفي النهاية: الريحان الرحمة والراحة والرزق، وبه سمي الولد ريحانا، وكل نبت طيب الريح من أنواع الشموم. اهـ.

([13]) أخرجه المصنف في صحيحه بسنده ولفظه وأخرجه كذلك من طريق شعبة عن ابن أبي يعقوب به نحوه.