الثلاثاء يوليو 8, 2025

40- بَابُ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ

  • حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ: «اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ»، فَجَمَعَهُمْ، فَلَمَّا حَضَرُوا بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ: قَدْ جَمَعْتُ لَكَ قَوْمِي، فَسَمِعَ ذَلِكَ الْأَنْصَارُ فَقَالُوا: قَدْ نَزَلَ فِي قُرَيْشٍ الْوَحْيُ، فَجَاءَ الْمُسْتَمِعُ وَالنَّاظِرُ مَا يُقَالُ([1]) لَهُمْ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فَقَالَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ؟» قَالُوا: نَعَمْ، فِينَا حَلِيفُنَا وَابْنُ أُخْتِنَا وَمَوَالِينَا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَلِيفُنَا مِنَّا([2])، وَابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا، وَمَوَالِينَا مِنَّا([3])، وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ([4]) إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، فَإِنْ كُنْتُمْ أُولَئِكَ فَذَاكَ([5])، وَإِلَّا فَانْظُرُوا، لَا يَأْتِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالْأَثْقَالِ، فَيُعْرَضَ عَنْكُمْ»، ثُمَّ نَادَى فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ»، وَرَفَعَ يَدَيْهِ يَضَعَهُمَا عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ، «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ([6])، مَنْ بَغَى([7]) بِهِمْ»، قَالَ زُهَيْرٌ: أَظُنُّهُ قَالَ: «الْعَوَاثِرَ([8])، كَبَّهُ([9]) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمِنْخِرَيْهِ»([10])، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ([11]).

([1]) وفي (ب): يقول. اهـ.

([2]) عزاه الزيلعي في نصب الراية للمصنف هنا بلفظ: حليف القوم منهم… وهكذا البقية، وتبعه على ذلك الحافظ في الدراية. اهـ وأما في شرح الحجوجي: حليفنا منا. اهـ.

([3]) وفي (ي): وَمَوَالِينَا مِنَّا. اهـ.

([4]) وفي (د): وأَنْتُمْ تَسْمَعونَ. اهـ.

([5]) وفي (د): فذلك. اهـ قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: يشير إلى أن ولايته لا تنال بالنسب وإن قرب، وإنما تنال بالإيمان والعمل الصالح، فمن كان أكمل إيمانًا وعملًا، فهو أعظم ولاية له، سواء كان له منه نسب قريب، أو لم يكن. اهـ.

([6]) قال في فيض القدير: قال الرافعي: يجوز أنهم ائتمنوا على التقدم للإمامة وأن المراد أن توقيرهم واحترامهم ومحنتهم ومكانتهم من المصطفى صلى الله عليه وسلم أمانة ائتمن عليها الناس أو المراد قوة أمانتهم وكمالها يرشد إليه خبر عليّ: «أمانة الأمير من قريش يعدل أمانة اثنين من غيرهم». اهـ.

([7]) قيد ناسخ (د) فوق الكلمة: أي طلب. اهـ.

([8]) قوله: «من بغى بهم العواثر»، قال الأزهري في تهذب اللغة: أي بغى لها المكايد التي تَعْثُر بها كالعاثور الذي يُخَذّ في الأرض فتعثّر به الإنسان إذا مَرَّ به ليلًا وهو لا يشعر به فربما أَعْنَتَهُ. اهـ.

([9]) قال في فيض القدير: أي صرعه أو ألقاه على وجهه يعني أذله وأهانه. اهـ.

([10]) كذا ضبطت في (ا) بفتح الخاء. اهـ قلت: وهي مع كسر الميم لغة ذكرها البَطَلْيوسي في كتابه الاقتضاب في شرح أدب الكتاب، قال: وفي المنخر لغات: يقال: منخر (بفتح الميم وكسر الخاء) ومنخر (بكسرهما) ومنخر (بكسر الميم وفتح الخاء). اهـ وقال في الصحاح: والـمَنْخِرُ: ثَقْبُ الأنف، وقد تكسر الميم اتباعًا لكسرة الخاء. اهـ.

([11]) أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم من طرق عن عبد الله بن عثمان به نحوه والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال الهيثمي في المجمع: ورجال أحمد والبزار وإسناد الطبراني ثقات. اهـ.