(4) مَا مَعْنَى الأَمْنِ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ.
الأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ مِنَ الْكَبَائِرِ وَهُوَ أَنْ يَسْتَمِرَّ الشَّخْصُ فِى فِعْلِ الْمَعَاصِى وَيَعْتَمِدَ عَلَى رَحْمَةِ اللَّهِ فَيَأْمَنَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قَالَ تَعَالَى ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾. وَمَكْرُ اللَّهِ لَيْسَ كَمَكْرِ الْعِبَادِ مَكْرُ اللَّهِ لا يُذَمُّ لِأَنَّ اللَّهَ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ الظُّلْمُ لا يَكُونُ ظَالِمًا إِنِ انْتَقَمَ مِنْ عِبَادِهِ الظَّالِمِينَ بِمَا شَاءَ وَأَمَّا الْمَكْرُ بِمَعْنَى الِاحْتِيَالِ فَمُسْتَحِيلٌ عَلَى اللَّهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، ﴿وَمَكَرُوا﴾ أَىِ الْكُفَّارُ فَعَلُوا حِيلَةً وَخُبْثًا وَخِدَاعًا لِإِيصَالِ الضَّرَرِ لِلْمُسْلِمِينَ بِطَرِيقٍ خَفِىٍّ ﴿وَمَكَرَ اللَّهُ﴾ أَىْ عَاقَبَهُمْ عَلَى مَكْرِهِمْ ﴿وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ أَىِ اللَّهُ أَقْوَى فِى إِيصَالِ الضَّرَرِ إِلَى الْمَاكِرِينَ مِنْ كُلِّ مَاكِرٍ جَزَاءً لَهُمْ عَلَى مَكْرِهِمْ. وَلا يَجُوزُ تَسْمِيَةُ اللَّهِ مَاكِرًا فَمَنْ قَالَ يَا مَاكِرُ ارْحَمْنِى كَفَرَ لِأَنَّهُ اسْتَخَفَّ بِاللَّهِ.