الإثنين سبتمبر 9, 2024

(37) مَا هُوَ حَقُّ الزَّوْجَةِ عَلَى زَوْجِهَا.

        اعْلَمْ أَنَّ الإِسْلامَ جَعَلَ لِكُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ حَقًّا عَلَى الآخَرِ قَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْبَقَرَةِ ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ مَعْنَاهُ لِلنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ الْحُقُوقِ وَالْوَاجِبَاتِ مِثْلُ مَا لِلرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ مِنَ الْحُقُوقِ وَالْوَاجِبَاتِ بِالْمَعْرُوفِ الَّذِى شَرَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. فَمِنْ حُقُوقِ الزَّوْجَةِ عَلَى زَوْجِهَا الإِنْفَاقُ عَلَيْهَا النَّفَقَةَ الْوَاجِبَةَ وَعَلَى أَوْلادِه الَّذِينَ دُونَ الْبُلُوغِ وَالنَّفَقَةُ لا تَكُونُ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَقَطْ بَلْ تَشْمَلُ الْمَسْكَنَ وَالْمَلْبَسَ فَقَدْ وَرَدَ أَنَّ صَحَابِيًّا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ قَالَ أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتُلْبِسَهَا إِذَا لَبِسْتَ وَلا تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلا تُقَبِّحْ وَلا تَهْجُرْ إِلَّا فِى الْبَيْتِ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. نَهَى النَّبِىُّ ﷺ عَنِ الضَّرْبِ بِغَيْرِ حَقٍّ أَمَّا عَلَى الْوَجْهِ فَحَرَامٌ مُطْلَقًا وَنَهَى عَنِ التَّقْبِيحِ وَهُوَ أَنْ يُسْمِعَهَا كَلامًا قَبِيحًا مُحَرَّمًا كَالشَّتْمِ وَاللَّعْنِ أَوْ لَعْنِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَهْلِ وَإِذَا غَضِبَ عَلَيْهَا وَهَجَرَهَا لِأَمْرِ مَا فَيَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ الْهَجْرُ دَاخِلَ الْبَيْتِ وَلا يَتَعَدَّى حُدُودَهُ حَتَّى لا يَتَحَدَّثَ النَّاسُ عَمَّا يُسِىءُ لِسُمْعَتِهَا وَلا يَزْدَادَ النُّفُورُ إِنْ عَلِمَ الأَهْلُ وَالْجِيرَانُ بِهَجْرِهَا. وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجَةِ عَلَى زَوْجِهَا أَنْ لا يَمْنَعَهَا مَالَهَا الَّذِى تَمْلِكُهُ وَلَهَا التَّصَرُّفُ بِأَمْوَالِهَا الَّتِى اكْتَسَبَتْهَا مِنْ عَمَلِ يَدِهَا أَوْ وَرِثَتْهَا عَنْ قَرِيبٍ لَهَا أَوِ الْمَالِ الَّذِى كَانَ مَهْرًا لَهَا فَإِنْ كَانَ الْمَهْرُ مُؤَجَّلًا فَهُوَ فِى ذِمَّتِهِ وَلا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِمَالِ زَوْجَتِهِ الْخَاصِّ إِلَّا عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهَا. وَالرَّسُولُ ﷺ أَوْصَى بِمُدَارَاةِ الْمَرْأَةِ وَتَحَمُّلِ مَا يَقَعُ مِنْهَا وَعَلَّمَنَا ءَادَابَ الْعِشْرَةِ الزَّوْجِيَّةِ مِنْ مُلاطَفَةٍ وَمِزَاحٍ وَاسْتِشَارَةٍ فِى بَعْضِ الأُمُورِ وَالأَحْيَانِ قَالَ تَعَالَى ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ أَىْ بِلا إِيذَاءٍ وَلا تَقْصِيرٍ فِى الْحُقُوقِ وَطَيِّبُوا أَقْوَالَكُمْ لَهُنَّ وَحَسِّنُوا أَفْعَالَكُمْ مَعَهُنَّ وَقَالَ ﷺ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا وَقَالَ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِى، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ.