الأحد ديسمبر 22, 2024

(35) كَيْفَ يَكُونُ الدُّخُولُ فِى الإِسْلامِ.

      الدُّخُولُ فِى الإِسْلامِ يَكُونُ بِالنُّطْقِ بِالشَّهَادَتَيْنِ بِاللِّسَانِ مَعَ التَّصْدِيقِ بِمَعْنَاهُمَا بِالْقَلْبِ لِقَوْلِهِ ﷺ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ. قَالَ الْحَافِظُ النَّوَوِىُّ مَنْ صَدَّقَ بِقَلْبِهِ وَلَمْ يَنْطِقْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ كَافِرٌ مُخَلَّدٌ فِى النَّارِ بِالإِجْمَاعِ، كَأَبِى طَالِبٍ عَمِّ النَّبِىِّ ﷺ فَإِنَّ النَّبِىَّ دَخَلَ عَلَيْهِ فِى مَرَضِ وَفَاتِهِ وَقَالَ لَهُ يَا عَمِّ قُلْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ، رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فَلَمْ يَفْعَلْ بَلْ قَالَ لَوْلا أَنْ تُعَيِّرَنِى بِهَا نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْش لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ إِنِّى عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَلِّبِ جَدُّ النَّبِىِّ مُشْرِكًا مِنْ أَهْلِ الْفَتْرَةِ وَلَمْ يَكُنْ مُسْلِمًا وَلَوْ كَانَ مُسْلِمًا لَمَا سَكَتَ لَهُ الرَّسُولُ كَانَ قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَلِّبِ لَمْ يَكُنْ عَلَى دِينِكُمْ، ثُمَّ لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ جَاءَ سَيِّدُنَا عَلِىٌّ إِلَى الرَّسُولِ ﷺ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ وَفِى رِوَايَةٍ الشَّيْخَ الْكَافِرَ فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ اذْهَبْ فَوَارِهِ، أَىْ فَادْفِنْهُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَلَمْ يَتَرَحَّمْ عَلَيْهِ وَلا اسْتَغْفَرَ لَهُ. وَلْيُعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَصَمَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ أَنْ تَمِيلَ قُلُوبُهُمْ إِلَى مَحَبَّةِ ذَاتِ كَافِرٍ فَالأَنْبِيَاءُ لا يُحِبُّونَ ذَوَاتِ الْكُفَّارِ. وَالْكَافِرُ إِنِ اعْتَقَدَ الْحَقَّ ولَمْ يَنْطِقْ لِعَجْزٍ فَهُوَ كَمَنْ نَطَقَ.