السبت أكتوبر 19, 2024

(322) ما الدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِ طَلَبِ مَا لَمْ تَجْرِ بِهِ الْعَادَةُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ.

        رَوَى مُسْلِمٌ أَنَّ رَبِيعَةَ بنَ كَعْبٍ الأَسْلَمِىَّ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ بَابِ حُبِّ الْمُكَافَأَةِ سَلْنِى فَطَلَبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ رَفِيقَهُ فِى الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِى الْجَنَّةِ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ بَلْ قَالَ لَهُ مِنْ بَابِ التَّوَاضُعِ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَالَ الصَّحَابِىُّ هُوَ ذَاكَ فَقَالَ لَهُ فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ. وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ أَنَّ سَيِّدَنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ طَلَبَ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنْ تَدُلَّهُ عَلَى قَبْرِ سَيِّدِنَا يُوسَفَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَتْ لَهُ لا أَفْعَلُ حَتَّى تُعْطِيَنِى حُكْمِى فَسَأَلَهَا عَنْ حُكْمِهَا فَقَالَتْ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِى الْجَنَّةِ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهَا سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا. فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى بُطْلانِ قَوْلِ ابْنِ تَيْمِيَةَ وَأَتْبَاعِهِ الْوَهَّابِيَّةِ إِنَّ طَلَبَ مَا لَمْ تَجْرِ بِهِ الْعَادَةُ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ شِرْكٌ.