السبت أكتوبر 19, 2024

(316) مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ يَنْفَعُ بَعْدَ مَوْتِهِ.

        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَيَاتِى خَيْرٌ لَكُمْ تُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ وَوَفَاتِى خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَىَّ أَعْمَالُكُمْ فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ لَكُمْ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِى مُسْنَدِهِ وَقَالَ الْهَيْثَمِىُّ فِى مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. تُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ أَىْ يَحْصُلُ مِنْكُمْ أُمُورٌ ثُمَّ يَأْتِى الْحُكْمُ بِطَرِيقِ الْوَحْىِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَتُعْرَضُ عَلَىَّ أَعْمَالُكُمْ أَىْ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ لا بِكُلِّ تَفَاصِيلِهَا. وَهَذَا الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ النَّبِىَّ يَنْفَعُ بَعْدَ مَوْتِهِ خِلافًا لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْوَهَّابِيَّةُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ ﷺ وَوَفَاتِى خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَىَّ أَعْمَالُكُمْ فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ لَكُمْ أَمَّا حَدِيثُ مُسْلِمٍ إِذَا مَاتَ ابْنُ ءَادَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلاثٍ، فَالْمُرَادُ بِهِ عَمَلُ الْمَيِّتِ التَّكْلِيفِىُّ الَّذِى يُجَازَى بِهِ.