3 الإيمان والتقوى
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [سُورَةَ الْحَشْرِ/18].
أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ فِى هَذِهِ الآيَةِ بِالتَّقْوَى.
وَالتَّقْوَى هِىَ أَدَاءُ الْوَاجِبَاتِ وَاجْتِنَابُ الْمُحَرَّمَاتِ.
وَأَوَّلُ وَأَفْضَلُ الْوَاجِبَاتِ هُوَ الإِيـمَانُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ وَنَحْوُهُمَا.
وَأَكْبَرُ الذُّنُوبِ وَأَشَدُّهَا هُوَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ الذَّنْبُ الَّذِى لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَنْ مَاتَ عَلَيْهِ وَمَا سِوَاهُ مِنَ الذُّنُوبِ كَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَأَكْلِ الرِّبَا يَغْفِرُهَا اللَّهُ لِمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ الإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِىُّ »وَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِمَعْنًى مِنْ مَعَانِي الْبَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ«.
فَالَّذِينَ مَاتُوا عَلَى الإِيـمَانِ عَلَى قِسْمَيْنِ
قِسْمٌ مَاتُوا عَلَى الإِيـمَانِ وَالتَّقْوَى فَهَؤُلاءِ لا عَذَابَ عَلَيْهِمْ فِى الْقَبْرِ وَلا فِى الآخِرَةِ.
وَقِسْمٌ مَاتُوا عَلَى الإِيـمَانِ وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ أَىْ كَانُوا يَتْرُكُونَ الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَةَ وَيَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ مَثَلًا فَهَؤُلاءِ مِنْهُمْ مَنْ يُسَامِحُهُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرُ لَهُمْ وَلا يُعَذِّبُهُمْ أَىْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلا عَذَابٍ وَلَكِنْ مَرْتَبَتُهُمْ دُونَ مَرْتَبَةِ الأَتْقِيَاءِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُعَذِّبُهُمْ ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ خَالِدِينَ فِيهَا.