السبت أكتوبر 19, 2024

(298) تَكَلَّمْ عَنِ الشَّفَاعَةِ.

        يَجِبُ الإِيمَانُ بِالشَّفَاعَةِ وَهِىَ طَلَبُ إِسْقَاطِ الْعِقَابِ عَنْ بَعْضِ الْعُصَاةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَشْفَعُ الأَنْبِيَاءُ وَالْمَلائِكَةُ وَالْعُلَمَاءُ الْعَامِلُونَ وَشُهَدَاءُ الْمَعْرَكَةِ. وَيَشْفَعُ نَبِيُّنَا ﷺ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِهِ فَقَدْ جَاءَ فِى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ شَفَاعَتِى لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِى رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ. أَمَّا الأَتْقِيَاءُ وَالَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ تَائِبُونَ فَلَيْسُوا بِحَاجَةٍ لِلشَّفَاعَةِ. وَالشَّفَاعَةُ تَكُونُ لِبَعْضِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ دُخُولِهِمُ النَّارَ فَيُنْقِذُهُمُ اللَّهُ مِنْهَا بِهَذِهِ الشَّفَاعَةِ وَلِبَعْضٍ بَعْدَ دُخُولِهِمْ لِإِخْرَاجِهِمْ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تَمْضِىَ الْمُدَّةُ الَّتِى يَسْتَحِقُّونَ بِمَعَاصِيهِمْ لِقَوْلِهِ ﷺ يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ. وَسَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ ﷺ لَهُ الشَّفَاعَةُ الْعُظْمَى وَهِىَ لِتَخْلِيصِ الْعُصَاةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَنْتَفِعُ بِهَا غَيْرُ أُمَّتِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. أَمَّا الْكُفَّارُ فَلا شَفَاعَةَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ أَىْ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى الإِسْلامَ دِينًا. فَالشَّفَاعَةُ لا تَكُونُ إِلَّا لِمَنْ ءَامَنَ بِمُحَمَّدٍ لِذَلِكَ قَالَ النَّبِىُّ ﷺ لِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِى مَا شِئْتِ مِنْ مَالِى لا أُغْنِى عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ، أَىْ لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُنْقِذَكِ مِنَ النَّارِ إِنْ لَمْ تُؤْمِنِى أَمَّا فِى الدُّنْيَا فَأَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْفَعَكِ بِمَالِى.