الثلاثاء يوليو 8, 2025

27- بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

  • حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ([1])، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ([2])، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ([3]) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونَ([4])، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ فَيُسِيئُونَ([5]) إِلَيَّ، وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ، قَالَ([6]): «لَئِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ كَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ([7])، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ([8]) عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ»([9]).
  • حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي([10])، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ([11])، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ([12]) أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ([13]) اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمٰنُ، وَأَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَاشْتَقَقْتُ لَهَا([14]) مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ»([15])([16]).
  • حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ([17]) قَالَ: دَخَلْنا([18]) عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي الْوَهْطِ([19]) يَعْنِي أَرْضًا لَهُ([20]) بِالطَّائِفِ فَقَالَ: عَطَفَ([21]) لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَهُ فَقَالَ: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ([22]) مِنَ الرَّحْمٰنِ، مَنْ يَصِلْهَا يَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا يَقْطَعْهُ، لَهَا لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ([23]) يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([24]).
  • حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ([25])، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ»([26]).

([1]) أبو ثابت محمد بن عبيد الله المديني.

([2]) أبو تمام عبد العزيز بن سلمة المدني، قال المزي في تهذيبه: قال أبو بكر عبد الرحمٰن بن عبد الملك بن شيبة: مات سنة أربع وثمانين ومائة وهو ساجد.اهـ.

([3]) زاد في (د): إلى. اهـ.

([4]) وأما في (د، ح، ط): وَيَقْطَعُونِي. اهـ وهي موافقة لرواية أحمد ومسلم وابن الجوزي في البر والصلة. اهـ والمثبت من (أ) وبقية النسخ: وَيَقْطَعُونَ. اهـ.

([5]) وأما في (ب، ج، و، ي، ك، ل): وَيُسِيئُونَ. اهـ وهي موافقة لرواية أحمد ومسلم وابن الجوزي في البر والصلة. اهـ والمثبت من (أ) وبقية النسخ: فيُسِيئُونَ. اهـ.

([6]) وفي (د): قال لي إن كان ما تقول حقًّا فكأنما تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. اهـ.

([7]) قال النووي في شرح مسلم: المل بفتح الميم الرماد الحار وتسفهم بضم التاء وكسر السين وتشديد الفاء والظهير المعين والدافع لأذاهم وقوله أحلُم عنهم بضم اللام ويجهلون أي يسيئون والجهل هنا القبيح من القول ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق ءاكل الرماد الحار من الألم ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه وقيل معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل وقيل ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم والله أعلم. اهـ.

([8]) قال في المرقاة: (ظهير عليهم) أي: معين لك عليهم ودافع عنك أذاهم. اهـ.

([9]) أخرجه مسلم من طريق محمد بن جعفر عن العلاء بن نحوه.

([10]) أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس.

([11]) قال في المغني: بمفتوحة وكسر فوقية وسكون ياء وقاف. اهـ.

([12]) وفي (د) زيادة: بن عوف. اهـ.

([13]) قال في التقريب: رداد بتشديد المهملة. اهـ.

([14]) وفي (د) زيادة: اسمًا. اهـ.

([15]) قال في المرقاة: بتشديد الفوقية الثانية أي: قطعته من رحمتي الخاصة. اهـ.

([16]) أخرجه أحمد والحميدي وأبو يعلى في مسنديهما وابن أبي شيبة في المصنف وأبو داود والترمذي والمروزي في البر والصلة من طرق عن ابن شهاب به نحوه، قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح. اهـ.

([17]) قال في نسيم الرياض في شرح الشفا: بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة وسين مهملة. اهـ وكذا في وفيات الأعيان والمغني. اهـ قال المزي في تهذيبه: أبو العنبس الثقفي، اسمه محمد بن عبد الله بن قارب، أخو وهب بن عبد الله بن قارب، وقيل محمد بن عبد الرحمٰن بن قارب… روى له البخاري في الأدب حديثًا واحدًا. اهـ.

([18]) وفي (ب، ج، و، ك، ل): دَخَلْتُ. اهـ.

([19]) قال في معجم البلدان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وطاء مهملة. اهـ.

([20]) وفي (ب): يعني أرضه. اهـ.

([21]) قال في التاج: وعطف الشيء عطوفًا، وعطفه تعطيفًا: حناه وأماله. اهـ.

([22]) في (أ) مضبوطة بضم الشين. اهـ وفي (ج) بفتح الشين. اهـ وقيد ناسخ (د): بالضم والفتح لغتان معروفتان. اهـ ولكنه – أي ناسخ (د)- قيد على الهامش: الشجنة مثلثة، قال في النهاية أَيْ قَرَابةٌ مُشْتَبِكة كاشْتِباك العُرُوق أي أَثرٌ مِنْ ءاثارِ رَحمِةِ اللهِ مشتبكة بها. اهـ وقال الحجوجي في شرحه: بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون. اهـ.

([23]) ضبطت في (أ) بفتح الذال. اهـ وضبط الزبيدي في شرح القاموس الحديثَ: طَلْق ذَلْق، قال: ويُروى: طُلْق ذُلْق، طُلَقٌ ذُلَقٌ، طَلِق ذَلِق، رُوِي بكلّ ما ذُكِر من اللّغات وفي رواية بألْسِنَةِ طُلُقٍ ذُلُقٍ. اهـ وقال السندي في حاشيته لى مسند أحمد: «طَلِق» بكسر اللام أي جار، وكذا «ذَلِق» أي حديد وقيل فصيح بليغ. اهـ وضبطت الكلمة في نسخة مسند أحمد بضبط القلم في موضعين على وجهين: «طَلِق ذَلِق» و«طُلُق ذُلُق». اهـ وضبط ابن الأثير كما سيأتي في النهاية الكلمة في الحديث على فُعَل بِوَزْنِ صُرَد: طُلَقٌ ذُلَقٌ. اهـ قلت: وكلٌ بمعنى واحد، طلق: أي ماضي القول سريع النطق، ذلق: ذو حدة، فيكون المعنى: فصيح بليغ ذو انْطِلاق وحِدّة. اهـ كما في التاج واللسان وغيرهما، وقالوا – أي: في التاج واللسان وغيرهما-: وفيه أربع لغات لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ وطَلِيق ذَلِيق وطُلُقٌ ذُلُقٌ وطُلَقٌ ذُلَقٌ. اهـ وقال في النهاية: وَفِي حَدِيثِ الرَّحِم «جَاءَتِ الرحِمُ فتكلَّمَت بِلسانٍ ذُلَقٍ طُلَقٍ» أَيْ فَصيح بليغ، هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَلَى فُعَل بِوَزْنِ صُرَد. وَيُقَالُ طَلِقٌ ذَلِقٌ، وطُلْقٌ ذُلُقٌ، وطَلِيقٌ ذَلِيق، ويُراد بِالْجَميعِ الـمَضاءُ والنَّفاذُ. وذَلْقُ كُلّ شَيْءٍ حَدُّه. اهـ.

([24]) أخرجه المصنف في التاريخ الكبير والمزي في تهذيبه من طريق أحمد بن زهير كلاهما عن موسى بن إسماعيل به نحوه وأخرجه الطيالسي في مسنده من طريق شعبة عن عثمان بن المغيرة به نحوه ورواه أحمد والحاكم من طريق أبي ثمامة الثقفي عن عبد الله بن عمرو به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي ثمامة الثقفي وثقه ابن حبان. اهـ وقال المحدث الحجوجي: والحديث مخرج أيًا في مسند الإمام أحمد بإسناد جيد قوي، وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بزيادة ونقصان، والبزار عن أنس بإسناد حسن. اهـ.

([25]) قال في عمدة القاري: بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْوَاو وَتَخْفِيف الْمِيم وَبعد الْألف نون. اهـ.

([26]) أخرجه المصنف في صحيحه عن سعيد بن أبي مريم عن سليمان به نحوه.