السبت أكتوبر 19, 2024

(249) مَا الْفَرْقُ بَيْنَ النَّبِىِّ غَيْرِ الرَّسُولِ وَالنَّبِىِّ الرَّسُولِ.

        اعْلَمْ أَنَّ النَّبِىَّ غَيْرَ الرَّسُولِ وَالنَّبِىَّ الرَّسُولَ يَشْتَرِكَانِ فِى الْوَحْىِ فَكُلٌّ مِنْهُمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ بِشَرْعٍ يَعْمَلُ بِهِ وَيُبَلِّغُهُ لِلنَّاسِ غَيْرَ أَنَّ النَّبِىَّ الرَّسُولَ يَأْتِى بِنَسْخِ بَعْضِ شَرْعِ مَنْ قَبْلَهُ فَيَكُونُ شَرْعُ الرَّسُولِ الَّذِى قَبْلَهُ شَرْعًا لَهُ إِلَّا مَا نُسِخَ مِنْهُ أَوْ يَأْتِى بِشَرْعٍ جَدِيدٍ فَلا يَكُونُ شَرْعُ الرَّسُولِ الَّذِى قَبْلَهُ شَرْعًا لَهُ إِلَّا مَا نُصَّ لَهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُ وَأَمَّا النَّبِىُّ غَيْرُ الرَّسُولِ فَإِنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ بِاتِّبَاعِ شَرْعِ الرَّسُولِ الَّذِى قَبْلَهُ وَبِتَبْلِيغِهِ لِلنَّاسِ وَلِأَجْلِ هَذَا الْفَرْقِ قَالَ الْعُلَمَاءُ كُلُّ رَسُولٍ نَبِىٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِىٍّ رَسُولًا وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ الْبَعْضُ فِى مُؤَلَّفَاتِهِمْ مِنْ أَنَّ النَّبِىَّ غَيْرَ الرَّسُولِ هُوَ مَنْ أُوحِىَ إِلَيْهِ بِشَرْعٍ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِتَبْلِيغِهِ فَهُوَ فَاسِدٌ فَلْيُحْذَرْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْبَقَرَةِ ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ﴾ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَانَ النَّبِىُّ يُرْسَلُ إِلَى قَوْمِهِ وَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ، وَلا مَعْنَى لِلإِرْسَالِ بِدُونِ الأَمْرِ بِالتَّبْلِيغِ. وَلْيُعْلَمْ أَنَّ النُّبُوَّةَ لا تَكُونُ إِلَّا فِى الْبَشَرِ فَلا نَبِىَّ مِنَ الْجِنِّ وَلا مِنَ الْمَلائِكَةِ بَلْ هِىَ خَاصَّةٌ بِالذُّكُورِ مِنَ الْبَشَرِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ النَّحْلِ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِى إِلَيْهِم﴾. أَمَّا الرِّسَالَةُ فَيُوصَفُ بِهَا الْمَلَكُ وَالْبَشَرُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْحَجِّ ﴿اللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾ أَىْ أَنَّ اللَّهَ يَخْتَارُ مِنْ بَيْنِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ رُسُلًا فَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُبَلِّغُ الْوَحْىَ لِلأَنْبِيَاءِ وَلِلْمَلائِكَةِ.

عْرِفَةِ الأَشْيَاءِ الْمُنْجِيَةِ فِى الآخِرَةِ.