(23) إِذَا أَرَادَ الإِنْسَانُ اسْتِيدَاعَ شَىْءٍ مَاذَا يَقُولُ.
رَوَى الطَّبَرَانِىُّ وَالْبَيْهَقِىُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا اسْتُودِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ. فَإِذَا لَقِىَ الإِنْسَانُ شَخْصًا فِى الطَّرِيقِ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَوْدِعُكَ هَذَا وَيُشِيرُ إِلَيْهِ أَوْ يُسَمِّى اسْمَهُ أَمَّا إِذَا أَرَادَ اسْتِيدَاعَ بَيْتِهِ عِنْدَ الْخُرُوجِ فَيَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَوْدِعُكَ بَيْتِىَ هَذَا وَمَنْ فِيهِ وَمَا فِيهِ دُونَ أَنْ يُشِيرَ وَإِذَا سَافَرَ وَاسْتَوْدَعَ شَيْئًا يَبْقَى الشَّىْءُ مُسْتَوْدَعًا إِلَى أَنْ يَعُودَ. رَجُلٌ فِى أَيَّامِ سَيِّدِنَا عُمَرَ جَاءَ وَمَعَهُ وَلَدٌ كَأَنَّهُ هُوَ. الْوَلَدُ كَانَ يُشْبِهُ أَبَاهُ شَبَهًا قَوِيًّا فَاسْتَغْرَبَ سَيِّدُنَا عُمَرُ وَقَالَ مَا رَأَيْتُ غُلامًا أَشْبَهَ بِأَبِيهِ مِنْ شَبَهِ هَذَا الْغُلامِ بِكَ. قَالَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا الْغُلامُ لَهُ قِصَّةٌ. جَاءَنَا أَمْرٌ لِلْجِهَادِ وَكَانَتْ أُمُّهُ حَامِلًا بِهِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَوْدِعُكَ هَذَا الْحَمْلَ. هَذَا الرَّجُلُ لَمَّا غَابَ وَرَجَعَ قِيلَ لَهُ مَاتَتِ امْرَأَتُكَ فَحَزِنَ عَلَيْهَا. ثُمَّ ذَاتَ لَيْلَةٍ كَانَ يَجْلِسُ مَعَ أَبْنَاءِ عَمِّهِ بِقُرْبِ الْمَقْبَرَةِ الَّتِى دُفِنَتْ فِيهَا زَوْجَتُهُ فَصَارَ يَرَى نَارًا مِنَ الْقُبُورِ لِأَنَّ الْمَقْبَرَةَ كَانَتْ مَكْشُوفَةً. قِيلَ لَهُ هَذَا نَرَاهُ مِنْ قَبْرِ زَوْجَتِكَ فَحَزِنَ وَقَالَ إِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الصِّيَامَ وَالصَّلاةَ. ثُمَّ لَمَّا ذَهَبَ إِلَى قَبْرِ زَوْجَتِهِ رَأَى فُرْجَةً وَرَأَى الأُمَّ مَيْتَةً كَهَيْئَةِ نَائِمَةٍ وَالْوَلَدَ يَدِبُّ حَوْلَهَا فَفَرِحَ ثُمَّ سَمِعَ صَوْتًا يَا أَيُّهَا الْمُسْتَوْدِعُ رَبَّهُ خُذْ وَدِيعَتَكَ وَلَوِ اسْتَوْدَعْتَهُ أُمَّهُ لَحَفِظَهَا. الَّذِى كَلَّمَهُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَهَذِهِ النَّارُ لَيْسَتْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.