السبت أكتوبر 19, 2024

(229) مَنْ هُمُ الْقَدَرِيَّةُ وَمَا الدَّلِيلُ عَلَى كُفْرِهِمْ.

        الْقَدَرِيَّةُ فِرَقٌ مُتَعَدِّدَةٌ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الْعَبْدُ خَالِقٌ لِجَمِيعِ فِعْلِهِ الِاخْتِيَارِىِّ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هُوَ خَالِقُ الشَّرِّ مِنْ أَفْعَالِهِ دُونَ الْخَيْرِ مِنْهَا وَكِلا الْفَرِيقَيْنِ كُفَّارٌ بِالإِجْمَاعِ وَقَدْ ذَمَّهُمُ الرَّسُولُ ﷺ بِقَوْلِهِ الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ وَفِى رِوَايَةٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ وَمَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا قَدَرَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِى سُنَنِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ وَقَدْ شَبَّهَهُمُ النَّبِىُّ ﷺ بِالْمَجُوسِ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شَرِيكًا فِى التَّخْلِيقِ، وَفِى كِتَابِ الْقَدَرِ لِلْبَيْهَقِىِّ وَكِتَابِ تَهْذِيبِ الآثَارِ لِلإِمَامِ ابْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِىِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِى لَيْسَ لَهُمَا نَصِيبٌ فِى الإِسْلامِ الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ، وَفِى هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنْ الْفَرِيقَيْنِ كُفَّارٌ. وَأَمَّا الْمُرْجِئَةُ فَكَانُوا يَقُولُونَ لا يَضُرُّ مَعَ الإِيمَانِ ذَنْبٌ أَىْ أَنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ مَهْمَا عَمِلَ مِنَ الْكَبَائِرِ وَمَاتَ بِلا تَوْبَةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ عَذَابٌ وَقَوْلُهُمْ هَذَا كُفْرٌ وَضَلالٌ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ يَنْضَرُّ بِالْمَعَاصِى الَّتِى يَرْتَكِبُهَا.