السبت أكتوبر 19, 2024

(222) تَكَلَّمْ عَنْ تَنْزِيهِ اللَّهِ عَنِ الظُّلْمِ.

        يَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا عَذَّبَ الْعَاصِىَ فَبِعَدْلِهِ يُعَذِّبُهُ مِنْ غَيْرِ ظُلْمٍ لَهُ وَإِذَا أَثَابَ الْمُطِيعَ فَبِفَضْلِهِ يُثِيبُهُ مِنْ غَيْرِ وُجُوبٍ عَلَيْهِ لِأَنَّ الظُّلْمَ هُوَ التَّصَرُّفُ فِى مِلْكِ الْغَيْرِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ أَوْ مُخَالَفَةُ أَمْرِ وَنَهْىِ مَنْ لَهُ الأَمْرُ وَالنَّهْىُ وَإِنَّمَا يُتَصَوَّرُ مِمَّنْ لَهُ ءَامِرٌ وَنَاهٍ وَلا ءَامِرَ لِلَّهِ وَلا نَاهِىَ لَهُ فَهُوَ يَتَصَرَّفُ فِى مِلْكِهِ كَمَا يَشَاءُ لِأَنَّهُ خَالِقُ الأَشْيَاءِ كُلِّهَا وَمَالِكُهَا الْحَقِيقِىُّ فَلا يَحْصُلُ مِنْهُ ظُلْمٌ قَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ فُصِّلَتْ ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾.