السبت أكتوبر 19, 2024

(221) اذْكُرِ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَنْسُبُ لِلَّهِ خَلْقَ الْخَيْرِ دُونَ الشَّرِّ.

        مَنْ يَنْسُبُ لِلَّهِ تَعَالَى خَلْقَ الْخَيْرِ دُونَ الشَّرِّ فَقَدْ نَسَبَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْعَجْزَ وَأَثْبَتَ خَالِقًا غَيْرَ اللَّهِ لِلشَّرِّ كَمَا أَثْبَتَ الْمَجُوسُ خَالِقَيْنِ خَالِقًا لِلْخَيْرِ وَخَالِقًا لِلشَّرِّ وَهَذَا كُفْرٌ وَإِشْرَاكٌ فَيَسْتَحِيلُ عَلَى اللَّهِ أَنْ تَكُونَ قُدْرَتُهُ قَاصِرَةً عَلَى بَعْضِ الْمُمْكِنَاتِ دُونَ بَعْضٍ. وَهَذَا الرَّأْىُ السَّفِيهُ يَجْعَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِى مُلْكِهِ مَغْلُوبًا وَفِى ذَلِكَ تَنْقِيصٌ لِلَّهِ لِأَنَّهُ عَلَى حَسَبِ اعْتِقَادِهِ اللَّهُ تَعَالَى أَرَادَ الْخَيْرَ فَقَطْ فَيَكُونُ قَدْ وَقَعَ الشَّرُّ مِنْ عَدُّوِهِ إِبْلِيسَ وَأَعْوَانِهِ الْكُفَّارِ رَغْمَ إِرَادَتِهِ. وَيَكْفُرُ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَيْرَ دُونَ الشَّرِّ وَأَنَّ الشَّرَّ مِنْ خَلْقِ إِبْلِيسَ لِمُخَالَفَتِهِ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ يُوسُفَ ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ أَىْ مُنَفِّذٌ لِمُرَادِهِ وَلا أَحَدَ يَمْنَعُ نَفَاذَ مَشِيئَتِهِ.