السبت أكتوبر 19, 2024

(219) اذْكُرْ بَعْضَ ضَلالاتِ الطَّائِفَةِ الْمُنْتَسِبَةِ لِأَمِين شَيْخُو.

        هَؤُلاءِ طَائِفَةٌ خَارِجَةٌ عَنِ الإِسْلامِ يَنْتَسِبُونَ إِلَى أَمِين شَيْخُو الَّذِينَ زَعِيمُهُمُ الْيَوْمَ تِلْمِيذُهُ عَبْدُ الْهَادِى الْبَانِى الَّذِى هُوَ بِدِمَشْقَ فَإِنَّهُمْ حَرَّفُوا مَعْنَى الآيَةِ ﴿يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ﴾ وَجَعَلُوا مَشِيئَةَ اللَّهِ تَابِعَةً لِمَشِيئَةِ الْعَبْدِ لِأَنَّ مَعْنَى الآيَةِ عِنْدَهُمْ إِنْ شَاءَ الْعَبْدُ الِاهْتِدَاءَ شَاءَ اللَّهُ لَهُ الْهُدَى وَإِنْ شَاءَ الْعَبْدُ أَنْ يَضِلَّ أَضَلَّهُ اللَّهُ فَكَذَّبُوا بِالآيَةِ ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ وَهِىَ صَرِيحَةٌ فِى كَوْنِ مَشِيئَةِ الْعَبْدِ تَابِعَةً لِمَشِيئَةِ اللَّهِ. وَأَصْرَحُ ءَايَةٍ فِى إِبْطَالِ عَقِيدَةِ هَؤُلاءِ قَوْلُهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الأَعْرَافِ ﴿تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ﴾ لِأَنَّ قَوْلَهُ ﴿تَشَاءُ﴾ صَرِيحٌ فِى نِسْبَةِ الْمَشِيئَةِ إِلَى اللَّهِ فَلَوْ كَانَ مَعْنَى الآيَةِ كَمَا زَعَمُوا لَكَانَ لَفْظُ الآيَةِ يَضِلُّ بِهَا مَنْ شَاءُوا أَىِ الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْلَ لَكِنْ مُوسَى يُخَاطِبُ اللَّهَ بِقَوْلِهِ ﴿مَنْ تَشَاءُ﴾ أَىْ أَنْتَ يَا اللَّهُ. وَهُمْ أَيْضًا يُفَسِّرُونَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى ﴿وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى وَهَذَا بَاطِلٌ فَلَوْ كَانَتِ الأَسْمَاءُ هِىَ أَسْمَاءَ اللَّهِ الْحُسْنَى لَمْ يَقُلِ اللَّهُ ﴿فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾ بَلْ لَقَالَ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِى. فَهَؤُلاءِ يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهُمْ فَهُمْ يُحَرِّفُونَ الْقُرْءَانَ وَالْحَدِيثَ الصَّحِيحَ فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِىُّ أَنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ لِآدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ءَادَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ أَسْجَدَ لَكَ الْمَلائِكَةَ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَىْءٍ. وَمِنْ كُفْرِهِمْ وَضَلالِهِمْ قَوْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ لِأَنَّ التَّعْذِيبَ صِفَةُ نَقْصٍ فِى حَقِّهِ فَكَذَّبُوا قَوْلَهُ تَعَالَى ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ﴾.