السبت أكتوبر 19, 2024

(218) مَا هُوَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ﴾ يَعُودُ إِلَى اللَّهِ لا إِلَى الْعَبْدِ.

        لا يَصِحُّ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ إِلَى الْعَبْدِ كَمَا زَعَمَتِ الْقَدَرِيَّةُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ الأَعْرَافِ إِخْبَارًا عَنْ سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا اخْتَارَ سَبْعِينَ شَخْصًا مِنْ قَوْمِهِ لِيَأْخُذَهُمْ لِلتَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ فَاهْتَزَّتْ الأَرْضُ بِهِمْ ﴿رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّنْ قَبْلُ وَإِيَّاىَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِى مَنْ تَشَاءُ﴾ أَىْ أَنَّ مَا حَدَثَ بِقَوْمِى مِنْ عِبَادَتِهِمُ الْعِجْلَ إِنَّمَا هِىَ فِتْنَتُكَ أَىِ امْتِحَانٌ وَابْتِلاءٌ مِنْكَ أَضْلَلْتَ بِهَا قِسْمًا وَهَدَيْتَ قِسْمًا.