(21) مَا حُكْمُ قَوْلِ اللَّا عَنِ اللَّهِ.
لا يَجُوزُ هَذَا الْقَوْلُ لِأَنَّهُ تَحْرِيفٌ لِاسْمِ اللَّهِ قَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ الأَعْرَافِ ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ﴾ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَهُ الأَسْمَاءُ الَّتِى تَدُلُّ عَلَى الْكَمَالِ أَىْ لَيْسَ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى نَقْصٍ فِى حَقِّهِ تَعَالَى فَمَا كَانَ مِنَ الأَسْمَاءِ لا يَدُلُّ عَلَى الْكَمَالِ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْمًا لِلَّهِ. ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ﴾ أَىِ اتْرُكُوا الَّذِينَ يُحَرِّفُونَ وَيُغَيِّرُونَ فِى أَسْمَاءِ اللَّهِ أَىْ لا تَتَّبِعُوهُمْ فِى ذَلِكَ. فَمِنْ هُنَا يُعْلَمُ أَنَّهُ لا يَجُوزُ حَذْفُ الأَلِفِ الَّتِى قَبْلَ الْهَاءِ فِى لَفْظِ الْجَلالَةِ اللَّه الَّتِى تُلْفَظُ وَلا تُكْتَبُ قَالَهُ الْخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الْفَرَاهِيدِىُّ كَمَا أَنَّهُ لا يَجُوزُ حَذْفُ الأَلِفِ وَالْهَاءِ مِنْ لَفْظِ الْجَلالَةِ فَمَنْ قَالَ اللَّا وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُ بِذَلِكَ يُحَرِّفُ اسْمَ اللَّهِ فَعَلَيْهِ مَعْصِيَةٌ كَبِيرَةٌ. قَالَ الْفُضَيْلُ ابْنُ عِيَاضٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ لا تَسْتَوْحِشْ طُرُقَ الْهُدَى لِقِلَّةِ أَهْلِهَا وَلا يَغُرَّنَّكَ كَثْرَةُ الْهَالِكِينَ، أَىْ لا تَنْظُرْ إِلَى كَثْرَةِ مَنْ يَتَخَبَّطُ بِالْمَعَاصِى وَالْجَهْلِ وَلا تَتْرُكْ طَرِيقَ السَّلامَةِ وَلَوْ قَلَّ سَالِكُوهَا.