السبت أكتوبر 19, 2024

(203) مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَهُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ﴾.

       اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يُوصَفُ بِالْكِبَرِ حَجْمًا وَلا بِالصِّغَرِ وَلا بِالطُّولِ وَلا بِالْقِصَرِ لِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْحَوَادِثِ أَىْ لا يُشْبِهُ الْمَخْلُوقَاتِ بِأَىِّ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ سَبَإٍ ﴿وَهُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ﴾ فَمَعْنَاهُ كَبِيرُ الْقَدْرِ فَيَجِبُ طَرْدُ كُلِّ الْخَوَاطِرِ الَّتِى تُفْضِى إِلَى وَصْفِ اللَّهِ بِالْمِقْدَارِ وَالشَّكْلِ وَالْهَيْئَةِ لِأَنَّ اللَّهَ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لا فِكْرَةَ فِى الرَّبِّ رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الأَنْصَارِىُّ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يُدْرِكُهُ الْوَهْمُ.