الثلاثاء أبريل 1, 2025
  • 2في قصة زينب بنت جحش

    طعن بعض الكفار فيه صلى الله عليه وسلم بقوله إن محمدًا احتال على زيد بن حارثة لما عَلِقَت نفسه بزوجته زينب بنت جحش حتى توصل لزواجها.

    والجواب أن زينب لم تكن معرفته بها جديدة لأنها بنت عمته، أمها أميمة بنت عبد المطلب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ثم رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه ثم أعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أنها تكون من أزواجه فكان يستحي أن يأمره بطلاقها وكان لا يزال يكون بين زيدٍ وزينب ما يكون من الناس فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُمسك عليه زوجه وأن يتقي الله وكان يخشى الناسَ أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوج امرأة ابنه وكان قد تبنى زيدًا فكان مما قاله زيد يا رسول الله إن زينب اشتد عليَّ لسانها وأنا أريد أن أطلقها فقال له «اتق الله وأمسك عليك زوجَك» [(1247)]، فمعنى قوله تعالى  ﴿… وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ … *﴾ [سورة الأحزاب] أنه كان يُخفي إخبار الله الذي أخبره أنها ستصير زوجته بوحي غير قرءان [(1248)]، والذي كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس تزوج امرأة ابنه وأراد اللَّهُ إبطالَ ما كان عليه الناس قبل البعثة من أحكام التبني بأمر لا أبلغَ في الإبطال منه وهو تزوج امرأة الذي يُدْعى ابنًا له، ثم لما أنزل الله في ذلك قوله  ﴿… فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا … *﴾ [سورة الأحزاب] أظهر ذلك فتلاه على الناس قرءانًا.

    ـ[1247] كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع فيه شتات الفضائل وتحلى بأحسن الشمائل كل تصرفاته تحفها العناية الإلهية.
    ـ[1248] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الجنائز: باب الثياب البيض للكفن، ومسلم في صحيحه: كتاب الجنائز: باب في كفن الميت.