السبت ديسمبر 21, 2024

– باب في صفة الفقراء

 

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن مَتُّويه [8] البلخي ثنا فهديُّ بن جَسْنَسْفَنَّة [9] ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي [10] ثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني ثنا الوازع بن نافع عن أبي سلمة عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حوضي ما بين عدن إلى عُمان [11] شرابه أبيض من اللبن وأحلى من العسل، مَن شرب منه شربةً لا يظمأ بعدها أبدًا، وأول من يرده صعاليك [12] المهاجرين”، قلنا: ومن هم يا رسول الله، قال: “الدنس [13] الثياب الشُّعثُ [14] الرؤوس الذين لا تفتح لهم أبواب السُّدَد [15] ولا يزوجون المنعمات الذين يُعْطَونَ ما عليهم ولا يُعطَونَ ما لهم، وليأتين أقوام فيقولون أنا فلان ابن فلان ولأقولن إنكم بدلتم بعدي” [16].

[8] قال الحافظ النووي في كتابه “تهذيب الأسماء واللغات” [2/258] عند ترجمة أبي عبيد بن حربويه ما نصه: “وحربويه بحاء مهملة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم باء موحدّة ثم واو مفتوحتين ثم ياء ساكنة ثم هاء، ويقال بضم الباء مع إسكان الواو وفتح الياء، ويجري هذان الوجهان في كل نظائره كسيبويه وراهويه ونفطويه وعمرويه، فالأول مذهب النحويين وأهل الأدب والثاني مذهب المحدثين” اهـ.

[9] خ: حسنسفنة.

[10] قال الحافظ ابن حجر: “قال يحيى بن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، وقال أحمد: ليس بثقة، قال ابن عدي: عامة ما يرويه الوازع غير محفوظ، وقال ابن داود: ليس بثقة، وذكره الدولابي والعُقيلي والساجي وابن الجارود وابن السكن وجماعة في الضعفاء، وقال أبو حاتم: لا يعتمد على روايته لأنه متروك الحديث، وقال أيضًا: ضعيف الحديث جدًا ليس بشئ، وقال لابنه: اضرب على أحاديثه فإنها منكرة ولم يقرأها، وقال إبراهيم الحربي: غيره أوثق منه، وقال البغوي: ضعيف جدًا وقال الحاكم وغيره: روى أحاديث موضوعة” اهـ [لسان الميزان، 6/259-260]. وللحديث طرق أخرى عن ثوبان غير هذه فلذا صحح الحديث بعض الحفاظ كما سيأتي.

[11] قال المناوي: “عمان بضم العين وتخفيف الميم قرية باليمن لا بفتحها وشد الميم فإنها قرية بالشام وليست مراده، كذا ذكره جمع لكن وقفت على نسخة المصنف بخطه فرأيت ضبطه فيها بفتح العين وشد الميم وفتحها” [فيض القدير، 3/399]، وفي رواية الترمذي: “إلى عَمَّان البلقاء”، قال ابن العربي المالكي في “عارضة الأحوذي” [5/206]: “[وعَمَّان] بفتح العين وتشديد الميم وهي مدينة قديمة بالشام من أرض البلقاء، فأما بالضم والتخفيف فهو صفع عند البحرين” اهـ.

[12] الصعلوك: الفقير، [مختار الصحاح، ص/152].

[13] الدنس: الوسخ، [مختار الصحاح، ص/89].

[14] الشعث جمع أشعث وهو المتفرق الشعر، [عارضة الأحوذي، 5/206].

[15] السدة: باب الدار، [مختار الصحاح، ص/123] جمعها: السدَد، وفي رواية الطبراني [8/119]: “ولا يحضرون السدد يعني أبواب السلطان” اهـ، وفي “فيض القدير” [3/400]: “[لا تفتح لهم السدد] أي الأبواب احتقارًا لهم” اهـ.

[16] أخرجه ثوبان: الترمذي في سننه: كتاب صفة القيامة: باب ما جاء في صفة أواني الحوض [2444] وقال: “هذا حديث غريب” اهـ، وابن ماجه في سننه: كتاب الزهد: باب ذكر الحوض [4303]، وأحمد في مسنده [5/275-276]، والطبراني في “المعجم الكبير” [2/99 و100] وفي “مسند الشاميين” [2/211-212]، والحاكم في “المستدرك” [4/184] وصححه ووافقه الذهبي، وأبو داود الطيالسي في مسنده [ص/133-134]، قال الحافظ الهيثمي في “مجمع الزوائد” [10/260]: “رواه الطبراني، وفي رواية عنده [2/99]: “وأكثر الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين” بدل: “أوّل من يرده” [2/100]، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح” اهـ، ورمز الحافظ السيوطي في “الجامع الصغير” لصحته [انظر “فيض القدير”، 3/399]، وانظر: إتحاف السادة المتقين [10/499].