الثلاثاء يوليو 8, 2025

19- بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا

  • حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمٰنِ بْنُ الْغَسِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَسِيْدُ([1]) بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُسَيْدٍ([2]) يُحَدِّثُ الْقَوْمَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ بَعْدَ مَوْتِهِمَا أَبَرُّهُمَا([3])؟ قَالَ: «نَعَمْ، خِصَالٌ أَرْبَعٌ: الدُّعَاءُ لَهُمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا»([4]).
  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: تُرْفَعُ([5]) لِلْمَيِّتِ بَعْدَ مَوْتِهِ دَرَجَةٌ([6])، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، بأَيِّ([7]) شَيْءٍ هَذِهِ؟ فَيُقَالُ: وَلَدُكَ اسْتَغْفَرَ لَكَ([8]).
  • حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا سَلَّامُ([9]) بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ غَالِبٍ([10]) قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَيْلَةً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلِأُمِّه([11])، وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُمَا. قَالَ([12]) مُحَمَّدٌ: فَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى نَدْخُلَ فِي دَعْوَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
  • حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ انْقَطَعَ عَنْهُ([13]) عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ([14]): صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»([15]).
  • حَدَّثَنَا يَسَرَةُ([16]) بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَلَمْ تُوصِ، أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»([17]).

([1]) هكذا مضبوطة الشكل في (أ، د، و) بفتح الهمزة. اهـ وكذا في التقريب لابن حجر. اهـ.

([2]) هكذا مضبوطة الشكل في (أ، د، ج، ز) بضم الهمزة. اهـ وكذا في التقريب لابن حجر. اهـ.

([3]) زاد في (د): به. اهـ.

([4]) أخرجه أحمد وابن ماجه وابن أبي شيبة في الأدب والروياني في مسنده والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب والطبراني في الكبير والخطيب البغدادي في الموضح وأبو داود وابن حبان والحاكم والبيهقي في الآداب وفي الكبرى وفي المعرفة من طرق عن ابن الغسيل به نحوه، والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي.

([5]) وفي (د): يرفع. اهـ.

([6]) وأما في (ب، ج، و، ز، ك، ل): دَرَجَتُهُ. اهـ وقيد ناسخ (و) فوقها: درجة نسخة. اهـ وفي شرح الحجوجي: ترفع للميت درجته. اهـ والمثبت من (أ) وبقية النسخ، وفي رواية أبي نعيم: إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلعَبْدِ فِي الْجَنَّةِ. اهـ وفي رواية اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة: فترفع له درجة. اهـ.

([7]) وفي (ب، ج، د، و، ز، ي، ك، ل) وفي شرح الحجوجي: أَيُّ شيء هذه. اهـ.

([8]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد وابن ماجه وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية عن عاصم به نحوه وأخرجه مرفوعًا أحمد وابن أبي شبة وابن ماجه والبيهقي في السنن والطبراني في الأوسط، قال البوصيري في إتحاف المهرة بعد رواية المرفوع: هذا إسناد حسن، عاصم بن أبي النجود مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات. اهـ.

([9]) قال الكوراني في الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري: بفتح السين واللام المشددة. اهـ.

([10]) هو ابن أبي غيلان القطان.

([11]) وفي (ب، ج، و، ز، ي، ك، ل): ولِأُمِّي. اهـ.

([12]) وفي (ي) زيادة: لي. اهـ.

([13]) وفي (د، ح، ط، ل) سقطت كلمة «عنه». اهـ.

([14]) في الحديث نفي استمرار العمل التكليفي الذي يتجدد به للميت ثواب، أما أن ينتفع الميت بعمل غيره فليس ممنوعًا بليل أن الميت ينتفع بدعاء غيره والصدقة عنه ولو من غير ولده، فكذلك ينتفع الميت بدعاء قارئ القرءان إذا قال: اللَّهُمَّ أوصل ثواب ما قرأته إلى فلان، بإذن الله تعالى. قال النووي في شرح صحيح مسلم: قال العلماء: معنى الحديث: أن عمل الميت ينقطع بموته، وينقطع تجدد الثواب له، إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها، فإن الولد من كسبه، وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم، أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية، وهي الوقف. اهـ وإلى أولئك الذين يقدسون ابن القيم ويمنعون قراءة القرءان على الأموات المسلمين، نقول لهم: قال ابن القيم في كتاب الروح: وأما استدلالكم قوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات العبد انقطع عمله، فاستدلال ساقط، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يقل انقطع انتفاعه، وإنما أخبر عن انقطاع عله، وأما عمل غيره فهو لعامله فإن وهبه له وصل إليه ثواب عمل العامل، لا ثواب عمله، هو، فالمنقطع شيء والواصل إليه شيء ءاخر. اهـ.

([15]) أخرجه مسلم من طرق عن إسماعيل بن جعفر به نحوه.

([16]) قال في المغني: بياء وسين مهملة مفتوحتين وراء. اهـ.

([17]) أخرجه المصنف في صحيحه من طريق زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار به نحوه.