السبت سبتمبر 7, 2024

(189) تَكَلَّمْ عَنْ عِصْمَةِ الأَنْبِيَاءِ مِنَ الْكُفْرِ.

        يَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ الأَنْبِيَاءَ تَجِبُ لَهُمُ الْعِصْمَةُ أَىِ الْحِفْظُ مِنَ الْكُفْرِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَبَعْدَهَا أَمَّا مَا وَرَدَ فِى الْقُرْءَانِ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْكَوْكَبِ حِينَ رَءَاهُ ﴿هَذَا رَبِّى﴾ فَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ الِاسْتِفْهَامِ الإِنْكَارِىِّ فَكَأَنَّهُ قَالَ أَهَذَا رَبِّى كَمَا تَزْعُمُونَ أَمَّا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَكَانَ يَعْلَمُ قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّ الرُّبُوبِيَّةَ لا تَكُونُ إِلَّا لِلَّهِ قَالَ تَعَالَى ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾. وَخَالَفَ فِى ذَلِكَ سَيِّد قُطُب فَنَسَبَ الشِّرْكَ إِلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَدْ قَالَ فِى كِتَابِهِ الْمُسَمَّى التَّصْوِيرَ الْفَنِّىَّ فِى الْقُرْءَانِ وَإِبْرَاهِيمُ تَبْدَأُ قِصَّتُهُ فَتًى يَنْظُرُ فِى السَّمَاءِ فَيَرَى نَجْمًا فَيَظُنُّهُ إِلَهَهُ. وَكَلامُهُ هَذَا مُنَاقِضٌ لِعَقِيدَةِ الإِسْلامِ الَّتِى تَنُصُّ عَلَى أَنَّ الأَنْبِيَاءَ تَجِبُ لَهُمُ الْعِصْمَةُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْكَبَائِرِ وَصَغَائِرِ الْخِسَّةِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَبَعْدَهَا.