(18) اذْكُرْ دَلِيلًا مِنَ الْقُرْءَانِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ جِسْمًا كَثِيفًا وَلا لَطِيفًا.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الأَنْعَامِ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾. هَذِهِ الآيَةُ أَصْرَحُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ جِسْمًا كَثِيفًا كَالسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَيْسَ جِسْمًا لَطِيفًا كَالظُّلَمَاتِ وَالنُّورِ فَمَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ جِسْمٌ كَثِيفٌ أَوْ لَطِيفٌ فَقَدْ شَبَّهَ اللَّهَ بِخَلْقِهِ. وَأَكْثَرُ الْمُشَبِّهَةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ جِسْمٌ كَثِيفٌ مُسْتَقِرٌّ فِى السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الْعَرْشِ وَبَعْضُهُمْ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ جِسْمٌ لَطِيفٌ كَالْهَوَاءِ مُنْتَشِرُ فِى كُلِّ الأَمْكِنَةِ أَوْ أَنَّهُ ضَوْءٌ فَهَذِهِ الآيَةُ وَحْدَهَا تَكْفِى لِلرَّدِّ عَلَى الْفَرِيقَيْنِ الْفَرِيقِ الْقَائِلِ بِأَنَّ اللَّهَ جِسْمٌ كَثِيفٌ وَالْفَرِيقِ الْقَائِلِ بِأَنَّهُ جِسْمٌ لَطِيفٌ أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ.