السبت سبتمبر 7, 2024

(177) تَكَلَّمْ عَنْ بَعْضِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالإِيمَانِ بِرِسَالَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ.

        يَجِبُ الإِيمَانُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ أَىْ ءَاخِرُهُمْ قَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ الأَحْزَابِ ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ وَقَالَ ﷺ وَخُتِمَ بِىَ النَّبِيُّونَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَخَالَفَ فِى ذَلِكَ جَمَاعَةٌ يُقَالُ لَهَا الأَحْمَدِيَّةُ وَيُقَالُ لَهَا الْقَادْيَانِيَّةُ وَهُمْ أَتْبَاعُ غُلامِ أَحْمَدَ الْقَادْيَانِىّ الَّذِى كَانَ فِى الْهِنْدِ وَتُوُفِّىَ مُنْذُ نَحْوِ قَرْنٍ وَنِصْفٍ ادَّعَى أَنَّهُ نَبِىٌّ يُوحَى إِلَيْهِ فَقَامَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ لِيَقْتُلُوهُ فَاحْتَمَى بِالِانْكِلِيزِ ثُمَّ قَالَ فِيمَا ادَّعَى أَنَّهُ وَحْىٌ مِنَ اللَّهِ يَجِبُ عَلَيْنَا شُكْرُ الدَّوْلَةِ الْبِرِيطَانِيَّةِ لِأَنَّهُمْ أَحْسَنُوا إِلَيْنَا بِأَنْوَاعِ الإِحْسَانِ وَهَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَان وَحَرَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ قِتَالُ الِانْكِلِيزِ. أَتْبَاعُهُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ نَبِىٌّ مُجَدِّدٌ وَأَحْيَانًا يَقُولُونَ نُبُوَّتُهُ نُبُوَّةٌ ظِلِّيَّةٌ أَىْ تَحْتَ ظِلِّ مُحَمَّدٍ أَىْ لَيْسَ مُسْتَقِلًّا إِنَّمَا هُوَ مُنْتَسِبٌ إِلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَكُلُّ هَذَا كُفْرٌ فَإِنَّهُ لا يَجُوزُ أَنْ يُنَبَّأَ أَىْ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْىُ عَلَى شَخْصٍ بَعْدَ مُحَمَّدٍ اسْتِقْلالًا وَلا تَجْدِيدًا لِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ فَهَؤُلاءِ الْقَادْيَانِيَّةُ يُمَوِّهُونَ عَلَى النَّاسِ بِقَوْلِهِمْ إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ زِينَةُ النَّبِيِّينَ وَيُنْكِرُونَ أَنَّ مَعْنَاهُ ءَاخِرُ الأَنْبِيَاءِ. وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ أَنَّهُ ءَاخِرُهُمْ قِرَاءَةُ الآيَةِ بِالْكَسْرِ ﴿وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ﴾ وَقَوْلُهُ ﷺ وَخُتِمَ بِىَ النَّبِيُّونَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ. فَيُقَالُ خُتِمَ بِهِ الْحُضُورُ أَىْ كَانَ ءَاخِرَ مَنْ حَضَرَ وَلا يُقَالُ لُغَةً خُتِمَ بِالْخَاتَمِ إِنَّمَا يُقَالُ تَخَتَّمَ بِالْخَاتَمِ فَبَطَلَ تَفْسِيرُهُمْ لِلآيَةِ بِأَنَّهُ زِينَةُ النَّبِيِّينَ. فَيَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ هُوَ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَىْ ءَاخِرُهُمْ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الْبَشَرِ لِقَوْلِهِ ﷺ أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ ءَادَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرُ، أَىْ لا أَقُولُ ذَلِكَ افْتِخَارًا إِنَّمَا تَحَدُّثًا بِنِعْمَةِ اللَّهِ. وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ التِّرْمِذِىُّ.