السبت يوليو 27, 2024

(175) اذْكُرْ حَدِيثًا فِيهِ تَكْفِيرُ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ.

        جَاءَ فِى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِى رَوَاهُ أَحْمَدُ فِى مُسْنَدِهِ وَأَبُو دَاوُدَ فِى سُنَنِهِ وَابْنُ حِبَّانَ فِى صَحِيحِهِ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِىِّ أَنَّهُ قَالَ أَتَيْتُ أُبَىَّ بنَ كَعْبٍ أَىْ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّهُ حَدَثَ فِى نَفْسِى شَىْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ أَىْ خَطَرَ لِى خَاطِرٌ خَبِيثٌ يَتَعَلَّقُ بِالْقَدَرِ فَحَدِّثْنِى لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُنِى أَىْ بِكَلامِكَ قَالَ أُبَىُّ بنُ كَعْبٍ إِنَّ اللَّهَ لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ أَرْضِهِ وَسَمَوَاتِهِ أَىْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ فِى الأَزَلِ أَنْ يُعَذِّبَ كُلَّ عِبَادِهِ مِن إِنْسٍ وَجِنٍّ وَمَلائِكَةٍ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ أَىْ مِنَ الْعَذَابِ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ أَىْ مَنْ يرَحَمُهُ اللَّهُ وَيُنَعِّمُهُ فِى الآخِرَةِ يَكُونُ تَنَعُّمُهُ بِفَضْلِ اللَّهِ وَكَرَمِهِ وَإِحْسَانِهِ وَلا يَكُونُ شَيْئًا وَاجِبًا عَلَى اللَّهِ بِسَبَبِ عَمَلِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أُبَىٌّ وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا أَىْ لِلْجِهَادِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ أَىْ مِنْ رِزْقٍ أَوْ مُصِيبَةٍ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ أَىْ لا يُخْطِئُكَ شَىْءٌ قَدَّرَ اللَّهُ وَشَاءَ أَنْ يُصِيبَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ أَىْ وَمَا لَمْ يُصِبْكَ فَقَدْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لا يُصِيبَكَ وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا أَىْ عَلَى غَيْرِ هَذَا الِاعْتِقَادِ لَكُنْتَ مِنَ الْكُفَّارِ وَدَخَلْتَ النَّارَ، قَالَ ابْنُ الدَّيْلَمِىِّ ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ مَسْعُودٍ فَحَدَّثَنِى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بنَ الْيَمَانِ فَحَدَّثَنِى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَيْتُ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِى مِثْلَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ.