الجمعة يوليو 26, 2024

(168) مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ سَيِّدَنَا ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ يَكُنْ قِرْدًا ثُمَّ تَطَوَّرَ.

        سَيِّدُنَا ءَادَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ هُوَ أَوَّلُ الْبَشَرِ وَأَوَّلُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ لَمْ يَكُنْ قِرْدًا ثُمَّ تَطَوَّرَ وَلا شَبِيهًا بِالْقِرْدِ بَلْ كَانَ جَمِيلَ الشَّكْلِ حَسَنَ الصَّوْتِ مُنْتَصِبَ الْقَامَةِ وَلَمْ يَكُنْ كَالْبَهَائِمِ الَّتِى تَمْشِى عَلَى أَرْبَعٍ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَانَ طُولُ ءَادَمَ سِتِّينَ ذِرَاعًا طُولًا فِى سَبْعَةِ أَذْرُعٍ عَرْضًا، رَوَاهُ أَحْمَدُ فِى مُسْنَدِهِ. أَمَّا قَوْلُ بَعْضِ الْمُلْحِدِينَ إِنَّ أَوَّلَ الْبَشَرِ كَانَ عَلَى صُورَةِ الْقِرْدِ فَإِنَّهُ تَكْذِيبٌ لِلْقُرْءَانِ قَالَ تَعَالَى فى سُورَةِ التِّينِ ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ أَىْ فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ أَىْ أَنَّهُ حَسَنُ التَّرْكِيبِ مُنْتَصِبٌ يَمْشِى بِرِجْلَيْهِ وَيَأْكُلُ بَيَدَيْهِ وَقَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ الإِسْرَاءِ ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَادَمَ﴾ أَىْ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ وَكَرَّمَهُ وَجَعَلَ خِلْقَتَهُ أَحْسَنَ مِنْ خِلْقَةِ غَيْرِهِ وَقَالَ تَعَالَى ﴿إِنِّى خَالِقٌ بَشَرًا مِّنْ طِينٍ﴾ وَرَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ ءَادَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ، أَىْ مِنْ تُرَابِ هَذِهِ الأَرْضِ. ثُمَّ كَيْفَ يَكُونُ ءَادَمُ نَبِيًّا وَيَكُونُ قِرْدًا هَذَا يُنَفِّرُ النَّاسَ مِنْهُ وَمِنْ دَعْوَتِهِ فَلَوْ كَانَ قِرْدًا بِزَعْمِهِمْ لَكَانَ هَذَا بَابًا لِلطَّعْنِ فِيهِ وَانْتِقَاصِهِ وَهَذَا لا يَلِيقُ بِالأَنْبِيَاءِ.