الجمعة أكتوبر 18, 2024

(165) بَيِّنْ أَنَّ إِبْلِيسَ لَم يَكُنْ قَطُّ مِنَ الْمَلائِكَةِ.

        يَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ بَلْ هُوَ أَبُو الْجِنِّ، وَقَدْ جَاءَتِ الآيَاتُ صَرِيحَةً فِى بَيَانِ أَنَّ إِبْلِيسَ اعْتَرَضَ عَلَى اللَّهِ فَكَفَرَ بِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾. وَأَمَّا الْمَلائِكَةُ فَلا يَعْصُونَ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ بَلْ هُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ ﴿لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ فَلَوْ كَانَ إِبْلِيسُ مَلَكًا لَكَانَ كُلُّ مَا يَعْمَلُهُ بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَكَانَ اعْتِرَاضُهُ عَلَى اللَّهِ مِنْ جُمْلَةِ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَأْمُرُ بِالْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ) وَقَالَ تَعَالَى (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ). وَالرَّسُولُ ﷺ أَخْبَرَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ خُلِقُوا مِنْ نُورٍ وَإِبْلِيسَ خُلِقَ مِنْ نَارٍ فَهُوَ نَوْعٌ ءَاخَرُ مُخْتَلِفٌ فَظَهَرَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِبْلِيسُ مِنَ الْمَلائِكَةِ بَلْ هُوَ أَكْفَرُ خَلْقِ اللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ عَذَابًا فِى الآخِرَةِ.