الجمعة أكتوبر 18, 2024

(161) تَكَلَّمْ عَنْ مُخَالَفَةِ ابْنِ حَزْمٍ فِى مَسْأَلَةِ قُدْرَةِ اللَّهِ.

        قَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِى كِتَابِهِ الْمُحَلَّى بِالآثَارِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَادِرٌ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِذْ لَوْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ لَكَانَ عَاجِزًا وَكَلامُهُ هَذَا كُفْرٌ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ لِأَنَّ مَعْنَى كَلامِهِ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الأَزَلِىُّ حَادِثًا لِأَنَّ الَّذِى يَنْحَلُّ مِنْهُ شَىْءٌ يَكُونُ حَادِثًا أَىْ مَخْلُوقًا وَاللَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ وَهَذَا الَّذِى قَالَهُ ابْنُ حَزْمٍ غَيْرُ لازِمٍ أَىْ لا يَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَاجِزًا إِنْ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا لِأَنَّ اتِّخَاذَ الْوَلَدِ مُحَالٌ عَلَى اللَّهِ أَىْ مُسْتَحِيلٌ وَالْمُحَالُ الْعَقْلِىُّ لا يَدْخُلُ تَحْتَ الْقُدْرَةِ أَىْ لا تَتَعَلَّقُ الْقُدْرَةُ بِهِ فَلا يُقَالُ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا وَلا يُقَالُ إِنَّهُ عَاجِزٌ عَنْ ذَلِكَ بَلْ يُقَالُ هَذَا مُسْتَحِيلٌ عَقْلِىٌّ وَالْقُدْرَةُ لا تَتَعَلَّقُ بِهِ.