لماذا عدّد النبى ﷺ الزواج
اعلم أن النبى ﷺ عدد الزواج بإذن من الله لمصلحة دينية فقد أحل الله له أن يجمع بين أكثر من أربع فى ءان واحد وحرم ذلك على أمته. وتزوج النبى ﷺ أربع عشرة امرأة وجمع بين تسع من النساء ولم يكن تعديده للزواج لأجل الشهوة فلم يكن النبى ﷺ متعلق القلب بالنساء إنما كان متعلق القلب بطاعة ربه بدليل أنه تزوج خديجة رضى الله عنها وكان عمرها أربعين سنة ولم تكن بكرا وكان عليه الصلاة والسلام فى الخامسة والعشرين ولم يعدد الزواج إلا بعد موتها أى بعد أن صار عمره ثلاثا وخمسين، فلو كان متعلق القلب بالنساء لكان من شأنه أن يعدد الزواج قبل ذلك وهو ﷺ أجمل خلق الله على الإطلاق. ومما يدل على أنه لم يعدد الزواج لأجل الشهوة قول عائشة رضى الله عنها ما كانت تمر ليلة من ليالى مع رسول الله ﷺ إلا وكان يذهب إلى البقيع والبقيع جبانة أى مقبرة المسلمين فى المدينة المنورة، فلو كان متعلق القلب بالنساء ما كان يترك زوجته البكر الصغيرة وهى من أجمل نسائه ويذهب فى الليل إلى المقبرة ليدعو لأهلها المسلمين ويستغفر لهم وكان دور عائشة رضى الله عنها ليلة من تسع ليال. وكان غرضه ﷺ من تعديده للزواج أن تنتشر أحكام شرعية تتعلق بأمور النساء من حيض ونفاس واستحاضة وغير ذلك من طريق نسائه إلى النساء لأنه قد يمنعهن الاستحياء من تعلم أمور الدين من الرجال. أما من يقول إن النبى ﷺ عدد الزواج لأنه كان نسونجيا أو كان متعلق القلب بالنساء فهو كافر لأنه طعن بالنبى ﷺ ونسب إليه ما لا يليق به. أما حديث الحاكم حبب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينى فى الصلاة فمعناه جعل ذلك فى ولا أتتبعه فأترقى.