الجمعة أكتوبر 18, 2024

(137) مَا مَعْنَى حَدِيثِ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَالَّذِى تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَةِ أَحَدِكُمْ.

        هَذَا الْحَدِيثُ وَرَدَ فِى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَإِنَّهُمْ كَانُوا فِى سَفَرٍ فَوَصَلُوا إِلَى وَادِى خَيْبَرَ فَصَارُوا يُهَلِّلُونَ وَيُكَبِّرُونَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَفَقَةً عَلَيْهِمْ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ (أَىْ هَوِّنُوا عَلَيْهَا وَلا تُجْهِدُوهَا بِرَفْعِ الصَّوْتِ كَثِيرًا) فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا (أَىْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْمَعُ بِسَمْعِهِ الأَزَلِىِّ كُلَّ الْمَسْمُوعَاتِ إِنْ كَانَتْ قَوِيَّةً أَوْ ضَعِيفَةً) إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَالَّذِى تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَةِ أَحَدِكُمْ، أَىْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُطَّلِعٌ عَلَى أَحْوَالِ عِبَادِهِ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَىْءٌ مِنْهَا وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الْقُرْبَ الْحِسِّىَّ الَّذِى هُوَ بِالْجِهَةِ وَالْمَسَافَةِ.