13 وليمة النكاح
كلامنا الآن إن شاء الله يكون عن الأحكام المتعلقة بوليمة النكاح. والوليمةُ على العرس مستحبة والمراد هنا الطعام الذي يُتَّخَذُ للعرس فيشمَلُ ذلك شرابَ البُن وعصيرَ الفاكهة ونحوَ ذلك. ويدخُلُ وقتُها بالعقد ثم لا تفوتُ بطول الوقت، والأفضلُ فعلُها بعد الدخول اقتداءًا بالرسول عليه الصلاة والسلام. ويُسَنُّ كونُها ليلاً. إذاً الوليمة على العُرس مستحبة أما الإجابةُ إليها فواجبةٌ عيناً لمن دُعِىَ إليها إلا لعذر. فإذا حضر لم يجب الأكل. وأقلُّ الأكل لُقمة. أما الإجابةُ لغير وليمة العرس من بقية الولائم فليس فرضاً بل هو سنة على المعتمد. إذا عمل شخص وليمةً لسرورٍ فدعاك يُسن أن تجيبه ولا يجب، إلا فى وليمة العرس. وإنما تجبُ إجابةُ الدعوة لوليمة العرس بشروط، منها أن لا يَخُصَّ بالدعوة الأغنياء لأجل غناهم دون غيرهم. ومن الشروط أن لا يعتذر المدعو فيقبل الداعى عذرَه. ومنها أن يكون الداعى مسلماً والمدعوَ مسلماً. ومنها أن لا يكون أكثرُ مالِ الداعى حراماً أما لو تيقّن أن الطعام من حرام لا يذهب قطعاً. فإن كان للمدعو عذر لم يجب عليه الحضور كالمرض الذي يُسقط عنه وجوبَ الجمعة ونحوِ ذلك. ومن الأعذار أن يكون فى موضع الدعوة منكر لا يزول بحضوره. ويُسَنُّ للضيف أن يدعو لأهل المنـزل. ومن أدب الطعام ومستحباته أن يغسِلَ يدَه قبل الأكل وبعد الفراغِ منه أو يمسَحَها. وأن يُسمى الله عند البَدءِ بالأكل وأن يأكل بيمينه فإن نسى أن يسمى فى أول الطعام قال بسم الله أولَه وءاخرَه قبل أن ينتهى. وإن لم يعجبه الطعام لم يَعِبْهُ. ولا يَنْفُخُ فى الطعام والشراب، ولا يُكْثِر فى الأكل فإذا انتهى من الأكل قال الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغَه وجعلَ له مخرجاً. أو يقول الحمد لله الذي أطعمنى هذا الطعام ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة.